عليه ومثله قوله تعالى. (ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ.)
أي منه ولو كان العائد مجرورا بحرف غير ما جرّ به الموصول لفظا ولا متعلقا كما في نحو جاء الذي مررت به لم يجز الحذف خوف اللبس ولو كان مجرورا بحرف جرّ به الموصول لفظا لا معنى ولا متعلقا كما في نحو زهدت في الذي رغبت فيه لم يجز ان يحذف العائد الّا فيما ندر من قوله
وان لساني شهدة يشتفى بها |
|
وهو على من صبه الله علقم |
أراد من صبه الله عليه
(المعرّف باداة التعريف)
أل حرف تعريف أو اللّام فقط |
|
فنمط عرّفت قل فيه النّمط |
مذهب سيبويه ان اللام وحدها هي المعرّفة لكنها وضعت ساكنة مبالغة في الخفة اذ كانت اكثر الادوات دورا في الكلام فاذا ابتدىء بها لحقتها الف الوصل مفتوحة ليمكن النطق بها ومذهب الخليل رحمهالله ان الالف اصل وعوملت معاملة الف الوصل لكثرة الاستعمال وليس ذلك بأبعد من قولهم خذ وكل ومر ووي لامه قال الشيخ ومذهب الخليل اقرب لسلامته من دعوى الزيادة في الحرف ومن التعرض لالتباس الاستفهام بالخبر او بقاء همزة الوصل في غير الابتداء مسهلة او مبدلة ومن مخالفة المعهود في نقل الحركة الى ما بعد همزة الوصل من الاستغناء عنها فان المشهور من قراءة ورش ان يبدأ بالهمزة في نحو الآخرة والاولى ولسلامته ايضا من ان يرتكب حينئذ في همزة الوصل في السعة ما لا يجوز مثله الّا في الضرورة وهو القطع في قولهم يا الله وها الله لا فعلنّ واذ قد عرفت هذا فاعلم ان التعريف بالاداة على ضربين عهدي وجنسي فان عهد مصحوبها بتقديم ذكر او علم كما في نحو قوله تعالى. (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ.) ونحو. (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.) فهي عهدية والّا فجنسية والجنسية ان خلفها كل بدون تجوز كنحو. (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ.) فهى لشمول الافراد وان خلفها كل بتجوز نحو انت الرجل علما وادبا فهي لشمول خصائص الجنس مبالغة وان لم يخلفها كل كنحو قوله تعالى. (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ.) فهي لبيان الحقيقة
وقد تزاد لازما كاللّات |
|
والآن والّذين ثمّ اللّاتي |