التزم تنكيره علم انه حال لا خبر والثاني وقوع الجملة الاسمية مقرونة بالواو موقعه كقوله صلىاللهعليهوسلم. اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. وقد منع الفراء وقوع هذه الحال فعلا مضارعا واجازه سيبويه وانشد لرؤبة
ورأى عينيّ الفتى اباكا |
|
يعطي الجزيل فعليك ذاكا |
وأخبروا باثنين أو بأكثرا |
|
عن واحد كهم سراة شعرا |
قد يتعدد الخبر فيكون المبتدأ الواحد له خبران فصاعدا وذلك في الكلام على ثلاثة أقسام قسم يجب فيه العطف وقسم يجب فيه ترك العطف وقسم يجوز فيه الامران فالاول ما تعدد لتعدد ما هو له اما حقيقة نحو بنوك كاتب وصانع وفقيه قال الشاعر
يداك يد خيرها يرتجى |
|
وأخرى لاعدائها غائظه |
واما حكما كقوله تعالى. (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ.) والثاني ما تعدد في اللفظ دون المعنى وضابطه ان لا يصدق الاخبار ببعضه عن المبتدإ كقولك الرمان حلو حامض بمعنى مزّ وزيد اعسر يسر بمعنى اضبط وقد اجاز فيه ابو علي الفارسي العطف وجعل منه قول نمر بن تولب
لقيم بن لقمان من اخته |
|
فكان ابن اخت له وابنما |
وهو سهو والثالث ما تعدد لفظا ومعنى دون تعدد ما هو له فهذا يجوز فيه الوجهان نحو هم سراة شعراء وان شئت قلت هم سراة وشعراء قال الله عزوجل. (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ.) وقال حميد بن ثور الهلالي.
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي |
|
باخرى المنايا فهو يقظان هاجع |
وقال الآخر فكان ابن اخت له وابنما ونحو قوله تعالى. (صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ)
(كان واخواتها)
ترفع كان المبتدا اسما والخبر |
|
تنصبه ككان سيّدا عمر |
دخول كان واخواتها على المبتدإ والخبر على خلاف القياس لانها افعال وحق الافعال كلها ان تنسب معانيها الى المفردات لا الى الجمل فان ذلك للحروف نحو هل وليت وما في قولك هل جاء زيد وليته عندنا وما احد افضل منك ولكنهم توسعوا في الكلام فاجروا بعض الافعال مجرى الحروف فنسبوا معانيها الى الجمل وذلك كان واخواتها فانهم ادخلوها على المبتدإ والخبر على نسبة معانيها الى مضمونها ثم رفعوا بها