اما انت برّا فاقترب تقديره لأن كنت برّا فاقترب فان مصدرية وما عوض عن كان وانت اسمها وبرّا خبرها ومثله قول الشاعر
ابا خراشة اما انت ذا نفر |
|
فان قومي لم تأكلهم الضبع |
ومتى دخل على المضارع من كان الجازم اسكن النون ووجب حذف الواو قبله لاجل التقاء الساكنين فيقال لم يكن زيد قائما وقد تخفف لكثرة الاستعمال فتحذف نونها تشبيها بحرف اللين هذا ان لم يلها ساكن نحو لم يك زيد قائما فان وليها ساكن كما في قوله لم يكن ابنك قائما امتنع الحذف الّا عند يونس ويشهد له قول الشاعر
فان لم تك المرآة ابدت وسامة |
|
فقد ابدت المرآة جبهة ضيغم |
(فصل في ما ولا ولات وإن المشبهات بليس)
إعمال ليس أعملت ما دون إن |
|
مع بقا النّفي وترتيب زكن |
وسبق حرف جرّ او ظرف كما |
|
بي أنت معنيّا أجاز العلما |
ألحق اهل الحجاز ما النافية بليس في العمل اذا كانت مثلها في المعنى فرفعوا بها الاسم ونصبوا الخبر نحو ما هذا بشرا وما هنّ امهاتهم واهملها التميميون لعدم اختصاصها بالاسماء وهو القياس ومن اعملها فشرط عملها عنده فقدان الزائدة وبقاء النفي وتاخير الخبر وهو المشار اليه بقوله وترتيب زكن اي علم فلو وجدت ان كما في قول الشاعر
بني غدانة ما ان انتم ذهب |
|
ولا صريف ولكن انتم خزف |
بطل العمل لضعف شبه ما حينئذ بليس اذ قد وليها ما لا يلي ليس ولو انتقض النفي بالا نحو وما محمد الّا رسول بطل ايضا عملها لبطلان معناها وندر ايضا قول مغلس
وما حق الذي يعثو نهارا |
|
ويسرق ليله الّا نكالا |
وقول الآخر
وما الدهر الّا منجنونا باهله |
|
وما صاحب الحاجات الّا معذبا |
وكذلك لو تقدم الخبر لان ما عامل ضعيف لا قوة لها على شيء من التصرف فلذلك لم تعمل حال تقدم خبرها على الاسم الّا فيما ندر من قول الفرزدق
فاصبحوا قد اعاد الله نعمتهم |
|
اذ هم قريش واذ ما مثلهم بشر |
ولا يجوز تقديم معمول خبر ما على اسمها الّا اذا كان ظرفا او حرف جرّ تقول ما زيد آكلا طعامك ولو قدمت الطعام على زيد لم يجز الّا ان ترفع الخبر نحو ما طعامك