(ظنّ واخواتها)
إنصب بفعل القلب جزءي ابتدا |
|
أعني رأى خال علمت وجدا |
ظنّ حسبت وزعمت مع عد |
|
حجا درى وجعل اللّذ كاعتقد |
وهب تعلّم والّتي كصيّرا |
|
أيضا بها انصب مبتدا وخبرا |
من الافعال افعال واقعة معانيها على مضمون الجمل فتدخل على المبتدإ والخبر بعد اخذها الفاعل فتنصبهما مفعولين وهي ثلاثة انواع الاول ما يفيد في الخبر يقينا الثاني ما يفيد فيه رجحان الوقوع الثالث ما يفيد فيه تحويل صاحبه اليه فمن النوع الاول رأى لا بمعنى ابصر او اصاب الرؤية كقول الشاعر انشده ابو زيد
رأيت الله اكبر كل شيء |
|
محاولة واكثرهم جنودا |
ومنه علم لغير عرفان او علمة وهي انشقاق الشفة العليا كقولك علمت زيدا اخاك ومنه وجد لا بمعنى اصاب او استغنى او حقد او حزن كقوله تعالى. (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ) هو خبرا. ومنه درى في نحو قوله
دريت الوفي العهد يا عرو فاغتبط |
|
فان اغتباطا بالوفاء حميد |
واكثر ما يستعمل درى معدى الى مفعول واحد بالياء فاذا دخلت عليه الهمزة للنقل تعدى الى مفعول واحد بنفسه والى آخر بالياء كقوله تعالى. (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ.) ومنه تعلم بمعنى اعلم ولا يتصرف قال الشاعر
تعلم شفاء النفس قهر عدوها |
|
فبالغ بلطف في التحيل والمكر |
ومنه الفى في نحو قول الشاعر
قد جرّبوه فالفوه المغيث اذا |
|
ما الروع عمّ فلا يلوى على احد |
ومن النوع الثاني خال لا بمعنى تكبر او ظلع كقولك خلت زيدا صديقك ومنه ظنّ لا بمعنى اتهم نحو ظننت عمرا اباك ومنه حسب لا بمعنى صار احسب أي ذا شقرة او حمرة وبياض كالبرص قال الشاعر
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة |
|
عشية لاقينا جذام وحميرا |
ومنه زعم لا بمعنى كفل او سمن او هزل قال الشاعر
فان تزعميني كنت اجهل فيكم |
|
فاني شريت الحلم بعدك بالجهل |