وأجري القول كظنّ مطلقا |
|
عند سليم نحو قل ذا مشفقا |
القول وفروعه مما يتعدى الى مفعول واحد ويكون اما جملة واما مفردا مؤديا معناها فان كان مفردا نصب نحو قلت شعرا وخطبة وحديثا وان كان جملة حكيت نحو قلت زيد قائم ولم يعمل فيها القول كما يعمل الظن لان الظن يقتضي الجملة من جهة معناها فجزآها معه كالمفعولين من باب اعطيت فصح ان ينصبهما الظن نصب اعطيت مفعوليه واما القول فيقتضي الجملة من جهة لفظها فلم يصح ان ينصب جزئيها مفعولين لانه لم يقتضها من جهة معناها فلم يشبه باب اعطيت ولا ان ينصبها مفعولا واحدا لان الجمل لا اعراب لها فلم يبق الّا الحكاية وقوم من العرب وهم سليم يجرون القول مجرى الظن مطلقا فيقولون قلت زيدا منطلقا ونحوه قل ذا مشفقا قال الراجز
قالت وكنت رجلا فطينا |
|
هذا لعمر الله اسرائينا |
واما غير سليم فاكثرهم يجيز اجراء القول مجرى الظن اذا وجب تضمنه معناه وذلك اذا كان القول بلفظ مضارع للمخاطب حاضرا تاليا لاستفهام متصل نحو اتقول زيدا ذاهبا وابن تقول عمرا جالسا قال الراجز
متى تقول القلص الرواسما |
|
يحملن ام قاسم وقاسما |
فان فصل بين الفعل وبين الاستفهام ظرف او جار ومجرور او احد المفعولين لم يضر تقول ايوم الجمعة تقول زيدا منطلقا وا في الدار تقول عبد الله قاعدا وا زيدا تقول ذاهبا ومن ذلك قول ابن ابي ربيعة
اجهالا تقول بني لؤي |
|
لعمر ابيك ام متجاهلينا |
فان فصل غير ذلك وجبت الحكاية نحو انت تقول زيد قائم لان الفعل حينئذ لا يجب تضمنه معنى الظن لانه ليس مستفهما عنه بل عن فاعله وذلك لا ينافي ارادة الحقيقة منه
(أعلم وأرى)
إلى ثلاثة رأى وعلما |
|
عدّوا إذا صارا أرى وأعلما |
وما لمفعولي علمت مطلقا |
|
للثّان والثّالث أيضا حقّقا |
كثيرا ما يلحق بفاء الفعل الثلاثي همزة النقل فيتعدى بها الى مفعول كان فاعلا قبل