ويهدي مفعول ثالث وجاز كونه جملة لانه خبر مبتدا في الاصل وألحق ابو علي بنبأ انبأ وألحق بهما السيرافي خبّر وأخبر وحدث ومن شواهد ذلك قول الشاعر انشده ابن خروف
وأنبئت قيسا ولم أبله |
|
كما زعموا خير اهل اليمن |
وقول الآخر
وخبرت سوداء الغميم مريضة |
|
فاقبلت من اهلي بمصر اعودها |
وقول الآخر
وما عليك اذا اخبرتني دنفا |
|
وغاب بعلك يوما ان تعوديني |
وقول الآخر هو الحارث بن حلزة اليشكري
او منعتم ما تسئلون فمن حدّ |
|
ثتموه له علينا العلاء |
(الفاعل)
ألفاعل الّذي كمرفوعي أتى |
|
زيد منيرا وجهه نعم الفتى |
اعلم ان الافعال كلها ما خلا النواقص على ضربين احدهما ان يأتي على طريقة فعل يفعل نحو ضرب يضرب ودحرج يدحرج والآخر ان يأتي على طريقة فعل يفعل نحو ضرب يضرب ودحرج يدحرج وكلا الضربين يجب اسناده الى اسم مرفوع متأخر لكن الاول يسند الى الفاعل والثاني يسند الى المفعول به او ما يقوم مقامه ويجري مجرى الافعال في الاسناد الى اسم مرفوع متأخر الصفات نحو ضارب وحسن ومكرم والمصادر المقصود بها قصد افعالها من افادة معنى التجدد نحو اعجبني ضربك زيدا ودقّ الثوب القصار الّا ان اسناد الصفات واجب واسناد المصادر جائز وكلا النوعين منه ما يجري مجرى فعل الفاعل ومنه ما يجري مجرى فعل المفعول واذ قد عرفت هذا فتقول الفاعل هو الاسم المسند اليه فعل مقدم على طريقة فعل او يفعل او اسم يشبهه فالاسم يشمل الصريح نحو قام زيد والمؤل نحو بلغني انك ذاهب والمسند اليه فعل مخرج لما لم يسند اليه كالمفعول والمسند اليه غير الفعل وشبهه كقولك خزّ ثوبك وذهب مالك وقولي مقدم مخرج لما تأخر الفعل عنه كزيد من قولك زيد قام فانه مبتدأ والفاعل ضمير مستكن في الفعل وقولي على طريقة فعل او يفعل مخرج لما اسند اليه فعل المفعول نحو ضرب زيد ويكرم عمرو وقولي او اسم يشبهه مدخل لنحو زيد من