قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً) ، فقال عمر رضى الله عنه : امرأة أصابت ورجل أخطأ.
المستطرف (١) (١ / ٧٠) نقلاً عن المنتظم لابن الجوزي.
جمع الحاكم النيسابوري طرق هذه الخطبة لعمر بن الخطاب في جزء كبير كما قاله في المستدرك (٢) (٢ / ١٧٧) وقال : تواترت الأسانيد الصحيحة بصحّة خطبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه بذلك. وأقرّه الذهبي في تلخيص المستدرك (٣) ، وأخرجها الخطيب البغدادي في تاريخه (٣ / ٢٥٧) بعدّة طرق وصحّحها ، غير أنّه لم يذكر تمام الحديث بل يذكر الخطبة فحسب ثمّ يقول الحديث بطوله.
ولعلّ الخليفة أخذ برأي امرأة أصابت وتزوّج بأُمّ كلثوم وجعل مهرها أربعين ألفاً كما في تاريخ ابن كثير (٤) (٧ / ٨١ ، ١٣٩) ، الإصابة (٤ / ٤٩٢) ، الفتوحات الإسلامية (٥) (٢ / ٤٧٢).
ـ ٦ ـ
جهل الخليفة بمعنى الأبّ
عن أنس بن مالك قال : إنّ عمر قرأ على المنبر : (فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدائِقَ غُلْباً * وَفاكِهَةً وَأَبًّا) (٦) ، قال : كلّ هذا عرفناه ، فما الأبّ؟ ثمّ رفض عصاً كانت في يده فقال : هذا لعمر الله هو التكلّف ، فما عليك أن لا تدري ما الأبّ؟ اتّبعوا ما بُيِّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكِلوه إلى ربِّه.
__________________
(١) المستطرف : ١ / ٥٥ ـ ٥٦.
(٢) المستدرك على الصحيحين : ٢ / ١٩٣ ح ٢٧٢٨.
(٣) تلخيص المستدرك : ٢ / ١٩١ ح ٢٧٢٥.
(٤) البداية والنهاية : ٧ / ٩٣ حوادث سنة ١٧ ه ، و ١٥٧ حوادث سنة ٢٣ ه.
(٥) الفتوحات الإسلاميّة : ٢ / ٣٠٨.
(٦) عبس : ٢٧ ـ ٣١.