صورة أخرى :
عن أبي ظبيان (١) قال : شهدت عمر بن الخطّاب أُتي بامرأة قد زنت فأمر برجمها ، فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم عليّ فقال لهم : «ما بال هذه؟» ، قالوا : زنت فأمر برجمها ، فانتزعها عليّ من أيديهم فردّهم ، فرجعوا إلى عمر فقالوا : ردّنا عليّ ، قال : ما فعل هذا إلاّ لشيء ، فأرسل إليه فجاءه فقال : ما لك رددت هذه؟ قال : «أما سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : رُفِعَ القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المبتلى حتى يعقل؟» قال : بلى ، قال : «فهذه مبتلاة بني فلان فلعلّه أتاها وهو بها» قال له عمر : لا أدري ، قال : «وأنا لا أدري» ، فترك رجمها.
صورة ثالثة :
أمر سيّدنا عمر رضى الله عنه برجم زانية فمرّ عليها سيِّدنا عليّ رضى الله عنه في أثناء الرجم فخلّصها ، فلمّا أُخبر سيِّدنا عمر بذلك قال : إنّه لا يفعل ذلك إلاّ عن شيء ، فلمّا سأله قال : «إنّها مبتلاة بني فلان فلعلّه أتاها وهو بها». فقال عمر : لو لا عليّ لهلك عمر.
صورة رابعة :
بلفظ الحاكم والبيهقي : أُتي عمر رضى الله عنه بمبتلاة قد فجرت فأمر برجمها ، فمرّ بها عليُّ ابن أبي طالب رضى الله عنه ومعها الصبيان يتبعونها فقال : «ما هذه؟» قالوا : أمر بها عمر أن ترجم ، قال : فردّها وذهب معها إلى عمر رضى الله عنه وقال : «ألم تعلم أنّ القلم رُفع عن المجنون حتى يعقل ، وعن المبتلى حتى يفيق ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبيِّ حتى يحتلم؟».
__________________
(١) أبو ظبيان : هو الحصين بن جندب الجَنبي ـ بفتح الجيم ـ الكوفي ، المتوفّى ٩٠ يروي القصّة عن ابن عبّاس. (المؤلف)