الإبل تخدج ، قال عليّ : «والبيض يمرض» ، فلمّا أدبر قال عمر : اللهمّ لا تنزل بي شديدة إلاّ وأبو حسن إلى جنبي (١).
ـ ١٠ ـ
كلُّ الناس أفقه من عمر
مرّ عمر يوماً بشابّ من فتيان الأنصار وهو ظمآن فاستقاه فجدح (٢) له ماء بعسل فلم يشربه وقال : إنّ الله تعالى يقول : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا) فقال له الفتى : يا أمير المؤمنين إنّها ليست لك ولا لأحد من أهل القبلة ، إقرأ ما قبلها : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها) (٣) فقال عمر : كلُّ الناس أفقه من عمر (٤).
ـ ١١ ـ
أمر الخليفة بضرب غلام خاصم أُمّه
عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه قال : خاصم غلام من الأنصار أُمّه إلى عمر بن الخطّاب رضى الله عنه فجحدته ، فسأله البيّنة فلم تكن عنده ، وجاءت المرأة بنفر فشهدوا أنّها لم تزوّج وأنّ الغلام كاذب عليها وقد قذفها ، فأمر عمر بضربه ، فلقيه عليّ رضى الله عنه فسأل عن أمرهم فدعاهم ثمّ قعد في مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسأل المرأة فجحدت ، فقال للغلام : «اجحدها كما جحدتك» فقال : يا ابن عمّ رسول الله إنّها أُمّي ، قال : «اجحدها وأنا أبوك والحسن والحسين أخواك». قال : قد جحدتها وأنكرتها ،
__________________
(١) الرياض النضرة : ٢ / ٥٠ ، ١٩٤ [٢ / ٣٢٥ و ٣ / ١٤٢] ، ذخائر العقبى : ص ٨٢ ، كفاية الشنقيطي : ص ٥٧. (المؤلف)
(٢) جدح وأجدح واجتدح : خلط. (المؤلف)
(٣) الأحقاف : ٢٠.
(٤) شرح النهج لابن أبي الحديد : ١ / ٦١ [١ / ١٨٢ خطبة ٣]. (المؤلف)