بما أنزل الله على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وليتني أدري ما كان صيّره ، وأيّ مبلغ كانت تبلغ بوائق أقضيته إن لم يكن في الأُمّة عليّ أمير المؤمنين؟ أو لم يكن يُقيم أوده ويُزيل أمْته (١)؟ نعم ؛ حقّا قال الرجل : لو لا عليّ لهلك عمر.
ـ ٢٤ ـ
الخليفة لا يدري ما يقول
أُتي عمر بن الخطّاب رضى الله عنه برجل أسود ومعه امرأة سوداء ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي أغرس غرساً أسود وهذه سوداء على ما ترى فقد أتتني بولد أحمر. فقالت المرأة : والله يا أمير المؤمنين ما خنته وإنّه لولده. فبقي عمر لا يدري ما يقول ، فسُئل عن ذلك عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، فقال للأسود : «إن سألتك عن شيء أتصدقني؟» قال : أجل والله. قال : «هل واقعت امرأتك وهي حائض؟» قال : قد كان ذلك ، قال عليّ : «الله أكبر إنّ النطفة إذا خلطت بالدم فخلق الله منها خلقاً كان أحمر ، فلا تنكر ولدك فأنت جنيت على نفسك».
الطرق الحكميّة (ص ٤٧).
ـ ٢٥ ـ
قضاياه في عسّه وتجسّسه
١ ـ عن عمر بن الخطّاب أنّه كان يعسّ ليلة فمرّ بدار سمع فيها صوتاً ، فارتاب وتسوّر ، فرأى رجلاً عند امرأة وزقّ خمر ، فقال : يا عدوّ الله أظننت أنّ الله يسترك وأنت على معصيته؟ فقال : لا تعجل يا أمير المؤمنين إن كنت أخطأت في واحدة فقد أخطأت في ثلاث : قال الله تعالى (وَلا تَجَسَّسُوا) (٢) وقد تجسّست ، وقال : (وَأْتُوا
__________________
(١) الأمْت : الاعوجاج.
(٢) الحجرات : ١٢.