مقنَّعة بغيوبِ الأُمورِ |
|
وضعتُ عليها صحيحَ الفكرْ |
لساناً كشقشقةِ الأرحبيِ |
|
أو كالحسامِ اليمانيّ الذكرْ |
وقلباً إذا استنطقتْهُ الفنو |
|
نُ أبرّ عليها بواهٍ دررْ |
ولستُ بإمّعة في الرجا |
|
لِ يُسائل هذا وذا ما الخبرْ |
ولكنّني مذربُ الأصغرينِ (١) |
|
أُبيّنُ مع ما مضى ما غبرْ |
أخرجها (٢) أبو عمر في العلم (٢ / ١١٣) ، وفي مختصره (ص ١٧٠) ، والحافظ العاصمي في زين الفتى شرح سورة هل أتى ، والقالي في أماليه ، والحصري القيرواني في زهر الآداب (١ / ٣٨) ، والسيوطي في جمع الجوامع كما ترتيبه (٥ / ٢٤٢) ، والزبيدي الحنفي في تاج العروس (٥ / ٢٦٨) نقلاً عن الأمالي ، وذكر منها البيتين الأخيرين الميداني في مجمع الأمثال (٢ / ٣٥٨).
لفت نظر :
لم أرَ في التاريخ قبل مولانا أمير المؤمنين من عرض نفسه لمعضلات المسائل وكراديس الأسئلة ، ورفع عقيرته بجأش رابط بين الملأ العلمي بقوله : سلوني ، إلاّ صنوه النبيّ الأعظم ، فإنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يكثر من قوله : «سلوني عمّا شئتم». وقوله : «سلوني ، سلوني». وقوله : «سلوني ولا تسألوني عن شيء إلاّ أنبأتكم به» (٣). فكما ورث أمير المؤمنين علمه صلىاللهعليهوآلهوسلم ورث مكرمته هذه وغيرها ، وهما صنوان في المكارم كلّها.
__________________
(١) قال أبو عمر : المذرب : الحادّ. وأصغراه : قلبه ولسانه. (المؤلف)
(٢) جامع بيان العلم : ص ٣٤٠ ح ١٦٧١ ، مختصر جامع بيان العلم : ص ٢٩٧ ح ٢٢٢ ، الأمالي للقالي : ٢ / ١٠١ ، زهر الآداب : ١ / ٧٧ ، كنز العمّال : ١٠ / ٣٠٣ ح ٢٩٥٢١ ، مجمع الأمثال : ٣ / ٤٨٣ رقم ٤٥٤٥.
(٣) صحيح البخاري : ٢ / ٤٦ ، ١٠ / ٢٤٠ ، ٢٤١ [١ / ٢٠٠ ح ٥١٥ و ٦ / ٢٦٦٠ ح ٦٨٦٤] ، مسند أحمد : ١ / ٢٧٨ [١ / ٤٥٨ ح ٢٥١٠] ، مسند أبي داود : ص ٣٥٦ [ح ٢٧٣١]. (المؤلف)