وهاهنا ، في السماء إله وفي الأرض إله».
أخرجه الحافظ العاصمي في زين الفتى في شرح سورة هل أتى.
ـ ٧٢ ـ
جلد صائم قعد على شراب
أخرج أحمد ـ إمام الحنابلة ـ في الأشربة ، عن عمرو بن عبد الله بن طلحة الخزاعي ؛ أنّ عمر بن الخطّاب أُتي بقوم أُخِذوا على شراب فيهم رجل صائم فجلدهم وجلده معهم قالوا : إنّه صائم ، قال : لِمَ جلس معهم (١)؟
هل علم الخليفة الوجه في جلوس الرجل معهم في منتدى الشرب وهو صائم لا يشاركهم في العمل؟ فلعلّ الضرورة ألجأته إلى ذلك فما كان يسعه مفارقتهم خشية بوادرهم ، أو ضرر آخر يستقبله إن فارقهم ، أو أنّ قصد ردعهم عن المنكر حدا الصائم المسكين إلى مصاحبتهم ، والملاينة معهم في بدء الأمر ، وإذا احتمل شيء من هذه فإنّ الحدود تُدرأ بالشبهات.
وهب أنّه لم يحتمل شيئاً منها ، فإنّ غاية ما هنالك أن يعزّر الرجل تأديباً وقد عرفت في (ص ١٧٥) حدّ التعزير ، وأنّه لا يتجاوز العشرة أسواط ، فكيف ساوى بينه وبينهم في الجلد؟
ـ ٧٣ ـ
رأي الخليفة في مِسك بيت المال
أُتي عمر مرّة بمسك فأمر أن يُقسّم بين المسلمين ثمّ سدّ أنفه ، فقيل له في ذلك ، فقال : وهل ينتفع منه إلاّ بريحه؟ ودخل يوماً على زوجته فوجد معها ريح مسك ،
__________________
(١) كنز العمّال : ٣ / ١٠١ [٥ / ٤٧٧ ح ١٣٦٧٢] ، منتخب الكنز ـ هامش مسند أحمد : ٢ / ٤٢٧ [٢ / ٤٩٨]. (المؤلف)