الحديث قد قال فيه الأثرم : جرى ذكر محمد بن معاوية النيسابوري الذي كان بمكة فسمعت أبا عبد الله قال : رأيت أحاديثه موضوعة ، فذكر منها عن أبي المليح ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عبّاس : أنّ الملائكة لمّا صلّت على آدم فكبّرت عليه أربعاً. واستعظمه أبو عبد الله وقال : أبو المليح كان أصحّ حديثاً وأتقى لله من أن يروي مثل هذا. واحتجّوا بما رواه البيهقي (١) من حديث يحيى ، عن أُبيّ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنّ الملائكة لمّا صلّت على آدم فكبّرت عليه أربعاً وقالت : هذه سنّتكم يا بني آدم. وهذا لا يصحّ. وقد روي مرفوعاً وموقوفاً. وكان أصحاب معاذ يكبّرون خمساً. قال علقمة : قلت لعبد الله : إنّ ناساً من أصحاب معاذ قدموا من الشام فكبّروا على ميّت لهم خمساً. فقال عبد الله : ليس على الميّت في التكبير وقت ، كبّر ما كبّر الإمام فإذا انصرف الإمام فانصرف.
هذا نصّ كلام ابن القيّم وفيه فوائد.
ـ ٧٥ ـ
الخليفة ومسائل ملك الروم
أخرج أحمد ـ إمام الحنابلة ـ في الفضائل (٢) قال : حدّثنا عبد الله القواريري حدّثنا مؤمّل ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن المسيّب ، قال : كان عمر بن الخطّاب يقول : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن.
قال ابن المسيّب : ولهذا القول سبب ؛ وهو أنّ ملك الروم كتب إلى عمر يسأله عن مسائل فعرضها على الصحابة فلم يجد عندهم جواباً ، فعرضها على أمير المؤمنين فأجاب عنها في أسرع وقت بأحسن جواب.
__________________
(١) السنن الكبرى : ٤ / ٣٦.
(٢) فضائل عليّ بن أبي طالب : ص ١٥٥ ح ٢٢٢.