رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من حيث لا يعلم ، وأعجب من هذا صنيعة عثمان وهي بعد ظهور تلك السنّة النبويّة والعلم بها.
ـ ٨١ ـ
سكوت الخليفة عن حكم الطلاق
عن قتادة ، قال : سُئل عمر بن الخطّاب عن رجل طلّق امرأته في الجاهليّة تطليقتين وفي الإسلام تطليقة ، فقال : لا آمرك ولا أنهاك. فقال عبد الرحمن : لكنّي آمرك ليس طلاقك في الشرك بشيء (١).
لم يكن تحاشي الخليفة عن الأمر والنهي عند حاجة السائل إلى عرفان الحكم إلاّ لعدم معرفته به ، وليس جهله به بأقلّ من جهل ابنه عبد الله بحكم الطلاق في حال الحيض ، وقد نقم منه ذلك أبوه ونفى عنه صلاحيّته للخلافة بذلك في محاورة جرت بينه وبين ابن عبّاس وقد أسلفناها في الجزء الخامس (ص ٣٦٠).
ـ ٨٢ ـ
رأي الخليفة في أكل اللحم
١ ـ عن عبد الله بن عمر ، قال : كان عمر يأتي مجزرة الزبير بن العوّام رحمهالله بالبقيع ولم يكن بالمدينة مجزرة غيرها فيأتي معه بالدرّة ، فإذا رأى رجلاً اشترى لحماً يومين متتابعين ضربه بالدرّة وقال : ألا طويت بطنك يومين؟
٢ ـ عن ميمون بن مهران : أنّ رجلاً من الأنصار مرّ بعمر بن الخطّاب وقد تعلّق لحماً ، فقال له عمر : ما هذا؟ قال : لحمة أهلي يا أمير المؤمنين ، قال : حسن ، ثمّ مرّ
__________________
(١) كنز العمّال : ٥ / ١٦١ [٩ / ٦٦٨ ح ٢٧٩٠٥] ، منتخب الكنز ـ بهامش مسند أحمد ـ : ٣ / ٤٨٢ [٤ / ٥٤]. (المؤلف)