ـ ٨٣ ـ
الخليفة ويهودي مدني
عن أبي الطفيل قال : شهدت الصلاة على أبي بكر الصدّيق ثمّ اجتمعنا إلى عمر ابن الخطّاب فبايعناه وأقمنا أيّاماً نختلف إلى المسجد إليه حتى أسموه أمير المؤمنين ، فبينما نحن عنده جلوس إذا أتاه يهوديّ من يهود المدينة ـ وهم يزعمون أنّه من ولد هارون أخي موسى بن عمران عليهماالسلام ـ حتى وقف على عمر فقال له : يا أمير المؤمنين أيّكم أعلم بنبيّكم وبكتاب نبيّكم حتى أسأله عمّا أُريد؟
فأشار له عمر إلى عليّ بن أبي طالب فقال : هذا أعلم بنبيّنا وبكتاب نبيّنا.
قال اليهوديّ : أكذاك أنت يا عليّ؟
قال : «سل عمّا تريد».
قال : إنّي سائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة؟
قال له عليّ : «ولِمَ لا تقول إنّي سائلك عن سبع؟»
قال له اليهودي : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهنّ أسألك عن الواحدة ، وإن أخطأت في الثلاث الأُوَل لم أسألك عن شيء.
وقال له عليّ : «وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت؟».
قال : فضرب بيده على كمّه فاستخرج كتاباً عتيقاً فقال : هذا كتاب ورثته عن آبائي وأجدادي بإملاء موسى وخطّ هارون ، وفيه هذه الخصال التي أُريد أن أسألك عنها.
فقال عليّ : «والله عليك إن أجبتك فيهنّ بالصواب أن تسلم».