ـ ٨٧ ـ
رأي الخليفة في بيت المقدس
عن سعيد بن المسيّب ، قال : استأذن رجل عمر بن الخطّاب في إتيان بيت المقدس فقال له : اذهب فتجهّز فإذا تجهّزت فأعلمني. فلمّا تجهّز جاءه فقال له عمر : اجعلها عمرة. قال : ومرّ به رجلان وهو يعرض إبل الصدقة فقال لهما : من أين جئتما؟ قالا : من بيت المقدس ، فعلاهما بالدرّة وقال : أحجّ كحجّ البيت؟ قالا : إنّا كنّا مجتازين (١).
قال الأميني : إنّ بيت المقدس أحد المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال وتُقصد بالزيارة والصلاة فيها ، لكن الخليفة عزبت عنه تلكم المأثورات النبويّة فلم يسمعها منه صلىاللهعليهوآلهوسلم أو لم يعِها أو نسيها ، فمنع الرجل المتأهِّب لزيارته عنها ، وعلا بالدرّة من حسب أنّه زاره فتترّسا عنها بإبداء أنّهما مرّا به مجتازين ، وإليك نصوص أحاديث الباب فاقرأها وأعجب.
١ ـ عن أبي هريرة ، عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى».
أخرجه (٢) أحمد في مسنده (٢ / ٢٣٨ ، ٢٧٨) ، والبخاري في صحيحه كما في السنن الكبرى (٥ / ٢٤٤) ، ومسلم في صحيحه (١ / ٣٩٢) ، والدارمي في سننه (١ / ٣٣٠) ،
__________________
(١) أخرجه الأزرقي [في أخبار مكة : ٢ / ٦٣] كما في كنز العمّال : ٧ / ١٥٧ [١٤ / ١٤٦ ح ٣٨١٩٤]. (المؤلف)
(٢) مسند أحمد : ٢ / ٤٧٣ ح ٧٢٠٨ و ٥٤٢ ح ٧٦٧٨ ، صحيح البخاري : ١ / ٣٩٨ ح ١١٣٢ ، صحيح مسلم : ٣ / ١٨٣ ح ٥١١ ، ٥١٣ كتاب الحجّ ، سنن أبي داود : ٢ / ٢١٦ ح ٢٠٣٣ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٤٥٢ ح ١٤٠٩ ، السنن الكبرى : ١ / ٢٥٨ ح ٧٧٩ ، مصابيح السنّة : ١ / ٢٨٠ ح ٤٨١ ، البحر الزخّار (مسند البزّار) : ١ / ٢٩١ ح ١٨٧ ، المعجم الكبير : ٢ / ٢٧٦ ح ٢١٥٨ و ٢١٥٩ ، المعجم الأوسط : ١ / ٤٧١ ح ٨٥٧.