بالصفق بالأسواق وبيع الخيط والقرظة (١)؟
وكيف كان يراه أمير المؤمنين جاهلاً بتأويل القرآن الكريم (٢)؟ وكيف؟ وكيف؟ إلى مائة كيف؟!
نعم ؛ راق القوم أن ينحتوا له فضائل ويغالوا فيها ولم يتروّوا في لوازمها وحسبوا أنّ المستقبل الكشّاف يمضي كما مضت القرون خالياً عن باحث أو منقّب ، أو أنّ بواعث الإرهاب تلجم لسانه عن أن ينطق ، وتضرب على يده عن أن تكتب ، ولا تفسح حريّة القلم والمذاهب والأفكار للعلماء أن يبوحوا بما عندهم (فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (٣).
عود إلى ما يتبع شعر شمس الدين المالكي
٣ ـ وممّا ذكره شاعرنا المالكي في شعره من مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام حديث الولاية وهو حديث الغدير موضوع كتابنا هذا.
٤ ـ حديث المنزلة : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» ، أشار إليه بقوله :
وإنّك منّي خالياً من نبوّةٍ |
|
كهارون من موسى وحسبك فاحمدِ |
وقد أسلفنا الكلام حول هذا الحديث وأنّه الصحيح الثبت بنصّ من أئمّة الحديث وحفّاظه في الجزء الثالث (ص ١٩٨) ، قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب (٤) : رواه
__________________
(١) راجع : ص ٣٠٣ ، ٣٠٦. (المؤلف)
(٢) راجع : ص ١٠٣. (المؤلف)
(٣) سورة ص : ٢٦.
(٤) الاستيعاب : القسم الثالث / ١٠٩٧ رقم ١٨٥٥.