الجِعْرانة (١) بعث أبا بكر على الحجّ فأقبلنا معه ، حتى إذا كنّا بالعرج ثوّب (٢) بالصبح ، فلمّا استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الجدعاء ، لقد بدا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحجّ ، فلعلّه أن يكون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنصلّي معه ، فإذا عليّ رضى الله عنه عليها ، فقال له أبو بكر : أمير أم رسول؟ قال : «لا ، بل رسول أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحجّ». فقدمنا مكة ، فلمّا كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدّثهم عن مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على الناس حتى ختمها ، ثمّ خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدّثهم عن مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام عليّ رضى الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها. فلمّا كان النفر الأوّل قام أبو بكر فخطب الناس فحدّثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلّمهم مناسكهم ، فلمّا فرغ قام علي رضى الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.
أخرجه (٣) الدارمي في سننه (٢ / ٦٧) ، والنسائي في الخصائص (ص ٢٠) ، وابن خزيمة وصحّحه ، وابن حبّان من طريق ابن جريج ، والطبري ، ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة (٢ / ١٧٣) من طريق أبي حاتم والنسائي. ويوجد في تيسير الوصول (١ / ١٣٣) ، تفسير القرطبي (٨ / ٦٧) ، المواهب اللدنيّة للقسطلاني ، شرح
__________________
(١) الجِعْرانة : ماء بين الطائف ومكة ، وهي إلى مكة أقرب. نزلها النبي صلّي الله عليه وآله وسلّم لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزاة حنين وأحرم منها.
(٢) التثويب : هو الدعاء للصلاة وغيرها. وأصله أنّ الرجل إذا جاء مستصرخاً لوّح بثوبه ليُرى ويشتهر.
(٣) السنن الكبرى : ٥ / ١٢٩ ح ٨٤٦٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ص ٩٣ ح ٧٨ ، صحيح ابن خزيمة : ٤ / ٣١٩ ح ٢٩٧٤ ، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان : ١٥ / ١٩ ح ٦٦٤٥ ، جامع البيان : مج ٦ / ج ١٠ / ٦٥ ، الرياض النضرة : ٣ / ١١٨ ، تيسير الوصول : ١ / ١٥٨ ـ ح ١٠ ، الجامع لأحكام القرآن : ٨ / ٤٤ ، المواهب اللدنيّة : ١ / ٦٤٠ ، السيرة النبويّة لزيني دحلان : ٢ / ١٤٠ ، روح المعاني : ١٠ / ٤٤.