بيانُ مدحِكَ في فنِّ البديعِ له |
|
دقيقُ معنىً به نطقي زكى وفمي |
وقد جعلت بحمد الله ساعة دنيا |
|
العمر طاعة مدحٍ فيك منتظم |
فاصفح وإن تصفحِ الصفحَ الجميلَ فلن |
|
يضيقَ جاهُك عند اللهِ في جُرمي |
وفيك إن فاز كعبٌ يوم بُردتِهِ |
|
ففي غدٍ منك ألقى خيرَ مغتنمي |
ومطلب الواردي المقري ريُّ ظماً |
|
وهل سواك مغيثٌ في غدٍ لظمي |
فخذ بديعَ مديحٍ في علاكَ حلا |
|
عن حُسن مبتدئٍ في حُسن مختتم |
ولادته ووفاته :
أطبقت المعاجم على أنّ المترجم الصفيّ ولد في ٥ ربيع الآخر سنة (٦٧٧) (١) وعلى أنّه توفّي ببغداد غير أنّ الخلاف في تاريخ وفاته بين سنة (٧٥٠ و ٧٥٢) فأرّخها بكلٍّ فريق وتردّد جمع بينهما ، والمصدر الوحيد ـ على ما أحسب ـ على القول الأوّل هو زين الدين طاهر بن حبيب ، وعلى الثاني هو الصفدي والله العالم.
كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي : إنّ الذي أرّخ صفيّ الدين الحلّي من بني حبيب الحلبيِّين هو بدر الدين حسن بن زين الدين عمر بن حبيب المتوفّى سنة (٧٧٩) ذكره في درّة الأسلاك في دولة الأتراك في وفيات سنة (٧٥٠) ، ولعلّه ذكره أيضاً في تاريخه الثاني تاريخ الملوك ، الذي أنهاه بسنة وفاته (٧٧٩) ، وقد ذيّل عليه ابنه زين الدين طاهر المتوفّى سنة (٨٠٨) ، ومن المعلوم أنّ وفاة صفيّ الدين الحلّي داخلة في تاريخ بدر الدين بن حبيب لا في ذيل ابنه ، ثمّ إنّ الوارد في الدرر الكامنة (٢) على وجهين هما : زين الدين بن حبيب في المتن ، وابن رجب في إحدى النسخ ، والثاني
__________________
(١) كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي ، أن ابن تغري بردى ذكر في كتابه المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي ، نقلاً عن تاريخ العلاّمة البرزالي أنَّه سأل المترجم له عن مولده فقال : في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وستمائة. (المؤلف)
(٢) الدرر الكامنة : ٢ / ٣٧١ رقم ٢٤٣٠.