ودعنا البيت إذ ولّيت عنّا |
|
فودّعنا من الله الكلام |
سوى ما قد تركت لنا رهينا |
|
تضمنه القراطيس الكرام |
وقال أيضا :
يا عين أبكى ولا تسأمى |
|
وحقّ البكاء على السيد |
على خير خندف عند البلا |
|
أمسى يغيّب فى الملحد |
فكيف الحياة لفقد الحبيب |
|
وزين المعاشر فى المشهد |
فليت الممات لنا كلنا |
|
فإنا جميعا مع المهتدى |
وروى عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها رأت فى منامها كأن ثلاثة أقمار نزلوا من السماء فدخلوا من باب حجرتها وغاصوا فى الأرض ، فقصت الرؤيا على أبيها أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ فلم يجبها بشىء ، فبعد أيام يسيرة توفى النبى صلىاللهعليهوسلم ودفن فى حجرتها ، فقال لها أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ : هذا أحد أقمارك يا بنية وهو خيرها.
ورأى العباس ـ رضى الله عنه ـ قبل موته صلىاللهعليهوسلم بيسير كأن القمر قد رفع من الأرض إلى السماء بأشطان ، فقصّها على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «هو ابن أخيك».
ثم مات أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ بعده بعامين وهو ابن ثلاث وستين سنة فى الأصح ، وكانت وفاته فى ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء ، ودفن قبل الصبح لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وكانت خلافته سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال ، وقيل : وثلاثة أشهر وتسع ليال ، وصلى عليه عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فى المسجد عند المنبر ، ودفن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم خلف ظهره. كذا قاله يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب.
ثم مات عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ بطعن أبو لؤلؤة يوم الأربعاء عند صلاة الصبح لأربع ، وقيل : لثلاث بقين من ذى الحجة ـ وعاش بعد ذلك ثلاثة أيام ـ سنة ثلاث وعشرين من الهجرة. ودفن يوم الأحد صبيحة هلال المحرم ، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام. وقيل : وخمس ليال. وكان