الفصل الحادى والعشرون
فى ذكر ما يتعلق بمسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم
وحجرته المقدسة من التاريخ
فى الصحيح عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه المسجد الذى أسس على التقوى من أول يوم (١) ، وأنه كان يصلى فيه رجال من المسلمين قبل بنائه وهو مربد التمر (٢).
وقد عرّف المؤرخون بالمقدار الذى كان عليه فى زمن رسول الله فقالوا : كان على التربيع من الحجرة المقدسة إلى مكان السارية السابعة من جهة الغرب ، ومن موضع الداربزين الذى هو بين الأساطين المتصلة بالصندوق أمام مصلى النبى صلىاللهعليهوسلم إلى موضع الحجرين المغروزين فى صحن المسجد الشريف (٣).
وقالوا : إن المنبر لم يؤخر عما كان عليه فى زمن النبى صلىاللهعليهوسلم.
وورد فى الأخبار أنه كان بين الحائط القبلى ، وبين المنبر قدر ممر الشاة وبين المنبر والداربزين اليوم قدر ثلاثة أذرع بذراع مصر (٤).
وقال المؤرخون : إن النبى صلىاللهعليهوسلم بناه حين قدم أقل من مائة فى مائة ، فلما فتح الله تعالى عليه خيبر بناه وزاد فيه مثله (٥).
__________________
(١) أى أنه المقصود من قوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) حسب ما جاء فى الحديث الذى أخرجه البخارى ٥ / ٦١ ، (فضائل الصحابة : باب حجرة النبى صلىاللهعليهوسلم).
(٢) مريد التمر : البيدر الذى يوضع فيه التمر لينشف ، وهو أيضا : الموضع الذى تحبس فيه الإبل والغنم.
(٣) نقل السمهودى هذه الفقرة عن ابن جماعة ، وانتهى إلى تأييدها والتوفيق بينها وبين ما قد يشكل عليها (انظر : وفاء الوفا ١ / ٣٣٢).
(٤) وفاء الوفا ١ / ٣٤٣ ، هداية السالك ٣ / ١٤٠٨ ، ١٤٠٩.
(٥) ذكر السمهودى فى وفاء الوفا ١ / ٣٤١ ، أن أطوال المسجد النبوى فى بنائه الأول : سبعون ذراعا فى ستين. وسبقه لاختيار ذلك النووى ويراجع ذلك فى الإيضاح (ص : ٥١٤). ثم ذكر