وقيل : كان عرض الجدار لبنة ، ثم إن المسلمين لما كثروا بنوه لبنة ونصفا ثم قالوا : يا رسول الله لو أمرت لزدنا فيه ، فقال : «نعم» ، فزادوا فيه وبنوا جداره لبنتين مختلفتين ورفعوا أساسه قريبا من ثلاثة أذرع بالحجارة.
ولم يكن للمسجد سطح فشكى الصحابة الحر فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأقيم له سوارى من جذوع النخل ثم طرحت عليها بالعوارض والخصف والإذخر فأصابتهم الأمطار فجعل المسجد يكفّ عليهم ، فقالوا : يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطيّن ، فقال لهم : «عريش كعريش موسى عليهالسلام ثمامات وخشبات والأمر أعجل من ذلك» (١).
وقيل : إن جدار المسجد قبل أن يظلل كان قدر قامة وشبرا ، ويقال : إن عريش موسى ـ عليهالسلام ـ كان إذا قام أصاب رأسه السقف.
ثم بعد ذلك صلّى فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم متوجها إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ، ثم أمر بالتحول إلى الكعبة ، فأقام رهطا على زوايا المسجد ليعدل القبلة ، فأتاه جبريل ـ عليهالسلام ـ فقال بيده
هكذا ، فأماط كل حائل بينه وبين مكة من جبل وغيره ، واستقبلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ينظر إليها ، لم يحل دون نظره شىء ، فلما فرغ قال جبريل عليهالسلام هكذا ، فأعاد الجبال والأشجار والأشياء على حالها ، فصارت قبلته إلى الميزاب (٢).
وفى الصحيحين : أن أول صلاة صلاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الكعبة صلاة العصر يوم الاثنين فى النصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا من الهجرة (٣).
__________________
السمهودى بعد ذلك أنه بعد زيادة النبى صلىاللهعليهوسلم. كان مائة ذراع ، قال : «ويرجحه عندى أن المنبر الشريف يكون حينئذ متوسطا للمسجد ؛ إذ يبعد أنه صلىاللهعليهوسلم لا يتوسط أصحابه ويقف على منبر فى طرفهم».
(١) أخرجه : عبد الرزاق فى مصنفه ٣ / ١٥٤ ، والدارمى فى المقدمة ١ / ١٨ ، والديلمى فى الفردوس (٤١٣٦).
والمراد : ما يجلس عليه ليكون مرتفعا.
(٢) ورد ذلك من روايات كثيرة يدل مجموعها على أن للحديث أصلا : انظر فى ذلك : وفاء الوفا ١ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ ؛ ففيه سبع روايات بعضها مجمل ، وبعضها مفصل.
(٣) البخارى ١ / ١٣ (الإيمان : باب الصلاة من الإيمان) ، مسلم ٢ / ٦٥ (المساجد : تحويل القبلة).