نسخ الرفع يتعين الأول وفي نسخ النصب يتعين الثاني لا يقال على تقدير نصبهما يجيء الاحتمالان أيضا لأن كان إذا كانت شانية فالعطف على محل جملة خبرها وإن كانت غير ذلك فالعطف على لفظ خبرها لأنا نقول على تقدير أن تكون شانية يتعذر العطف على جملة خبرها لأن خبرها خبر ضمير الشأن وهو لا يكون إلا جملة فكذلك ما عطف عليه الخامس أن قوله وقف عليه بالسكون على لغة ربيعة ليس بمخلص والأجود أن يقول وقف عليه بحذف الألف على لغة ربيعة لأنهم يقفون على المنون المنصوب بحذف الألف السادس أن قوله والفاء جواب الشرط موهم أن الجواب نفس الفاء وإنما الجواب الجملة التي بعدها لا الفاء والتحرير أن يقال الفاء رابطة لجواب الشرط كما نبه عليه ابن هشام في قواعده وأفاد في إعراب بانت سعاد أن الفاء جيء بها لمجرد السببية والربط لا للعطف إذ لو كانت عاطفة كان ما بعدها شرطا واحتيج للجواب انتهى السابع أنه أجمل القول في دخول الفاء على معمول الجواب والجواب ماض مثبت وتفصيله أن الجواب إن كان مستقبل المعنى والشرط (١) مسببا عن فعل الشرط نحو أن جاء زيد أكرمته فلا تدخله الفاء وإلا فإن كانت قد مقدرة قبله دخلت الفاء كقوله تعالى : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ) [يوسف : ٢٦] أي فقد صدقت قاله الشاطبي ودليل كونه على تقدير أنه ماض في المعنى ولأن الصدق ليس مسببا عن كون القميص قد من قبل اه. وقال ابن خروف أن مثل ذلك على إضمار مبتدأ والجملة جواب الشرط لا الماضي وحده الثامن أن قوله وكان بعده مقدرة مخالف لما أصلوه من أنه لا يحذف الفعل بعد شيء من أدوات الشرط غير أن ولو إلا إذا كان مفسرا بفعل بعده نص عليه ابن هشام في شرح بانت سعاد التاسع أنه أعرب معتلا هنا حالا وخالف في جمع التكسير فأعرب جمعا في قوله جمعا لفعلة عرف مفعولا ثانيا لعرف العاشر أن قوله وآخر منه ألف مبتدأ وخبر ولم يعين المبتدأ من الخبر أهو على الترتيب أم لا وقال الشاطبي آخر مبتدأ خبره ألف وصح الابتداء بالنكرة لاختصاصها بالمجرور بعدها وتقدير البيت وأي فعل كان آخر منه ألف أو واو أو ياء فقد عرف أي فهو قد عرف حال كونه معتلا ويحتمل أن يكون عرف مضمنا معنى سمى فعلى هذا نائب الفاعل المستتر فيه مفعوله الأول ومعتلا مفعوله الثاني مقدم عليه والتقدير فقد سمي معتلا. (فالألف) مفعول فيه بفعل مقدر على معنى في على سبيل التوسع والاشتغال والتقدير أنو في الألف أنو فيه فحذف الجار فانتصب الاسم بعده ولم يجز ذكر الفعل استغناء عنه بمفسره و (أنو) بكسر الواو أمر من نوى بمعنى قصد و (فيه) متعلق بانو و (غير) مفعول به لأنو و (الجزم) مضاف إليه (وأبد) بكسر الدال بمعنى أظهر فعل أمر وفاعله معطوف على أنو و (نصب) مفعول أبد و (ما) موصول اسمي في محل جر بإضافة نصب إليه جارية على موصوف محذوف و (كيدعو) في موضع جر صلة ما فهو متعلق بمحذوف و (يرمي) معطوف على يدعو بإسقاط العاطف والتقدير وأبد نصب الفعل الذي استقر كيدعو ويرمي. (والرفع) مفعول مقدم بانو و (فيهما) متعلق بانو و (انو) فعل أمر من نوى (واحذف) فعل أمر وفاعل و (جازما) حال من فاعل احذف و (ثلاثهن) يحتمل أن يكون منصوبا باحذف والضمير المضاف إليه إما عائد على الأفعال الثلاثة على حذف مضاف أي واحذف
______________________________________________________
قائم في موضع نصب على أنها المفعول الثالث وإنما لم تقع تالية للمفعول الأول من باب أعلم لأن مفعوله الثاني مبتدأ في الأصل والمبتدأ لا يكون جملة (و) الرابع أن يقع (معلقا عنها العامل) والتعليق إبطال العمل لفظا وإبقاؤه محلا لمجيء حاله صدر الكلام سواء كان من باب علم أو من غيره فالأول (نحو (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) [الكهف : ١٢] فأي الحزبين مبتدأ ومضاف إليه وأحصى خبره وهو فعل ماض لا اسم تفضيل على الأصح وجملة المبتدأ وخبره في موضع نصب سادة مسد مفعولي نعلم والثاني نحو (فلينظر أيها أزكى) اسم تفضيل لأنه من الثلاثي (طعاما) فأيها مبتدأ ومضاف إليه وأزكى خبره وطعاما تمييز وجملة المبتدأ وخبره في موضع نصب سادة مسد مفعولي ينظر المقيد بالجار قال المصنف في المغني لأنه يقال نظرت
__________________
(١) هكذا بالأصل. ولعل لفظه «الشرط» زائدة.