خبر المبتدأ والتقدير وحذف الذي يعلم من مبتدأ وخبر جائز و (كما) الكاف حرف تشبيه وما مصدرية وجملة (تقول) صلتها ولا عائد عليها لكونها موصولا حرفيا وهي وصلتها مؤولات بمصدر مجرور بالكاف والكاف ومجرورها في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف والتقدير وذلك كقولك و (زيد) مبتدأ محذوف الخبر للعلم به أي عندنا وهو وخبره مقول لذلك القول و (بعد) منصوب على الظرفية مضاف لقول محذوف منوي لفظه و (من) بفتح الميم اسم استفهام في موضع رفع على الابتدائية (عندكما) خبر المبتدأ ومضاف إليه وجملة المبتدأ والخبر مقولة لذلك القول المحذوف والتقدير وذلك كقولك زيد بعد قول السائل من عندكما (وفي جواب) متعلق بقل على حذف مضافين و (كيف) خبر مقدم وهو اسم استفهام يستفهم به عن الأحوال و (زيد) مبتدأ مؤخر و (قل) فعل أمر و (دنف) بكسر النون خبر لمبتدأ محذوف وهو خبره مقولان لقل والتقدير قل هو دنف في جواب قول السائل كيف زيد (فزيد) مبتدأ على حذف مضاف و (استغنى) فعل ماض مبني للمفعول حذف متعلقه و (عنه) في موضع رفع على النيابة عن الفاعل به على تقدير مضاف بين الجار والمجرور وجملة استغنى ومرفوعه في موضع رفع خبر المبتدأ و (إذ) للتعليل وهل هي حرف أو ظرف قولان و (عرف) ماض مبني للمفعول ونائب الفاعل مستتر فيه يعود إلى زيد على تقدير المضاف المذكور والتقدير فضمير زيد استغنى عن ذكره في الجواب إذ عرف من السؤال.
(وبعد) قال المكودي متعلق بحذف أو بحتم وقصره الشاطبي على الثاني ويلزم عليهما تقديم معمول المصدر عليه لكن قال التفتازاني بعد أن قال إن معمول المصدر لا يتقدم عليه والحق جواز ذلك في الظروف لأنها مما تكفيه رائجة الفعل انتهى وفصل ابن هشام في شرح بانت سعاد فقال ما حاصله إن كان المصدر ينحل لأن والفعل امتنع مطلقا وإن كان لا ينحل لأن والفعل جاز مطلقا ثم قال وكثير من الناس يذهل عن هذا فيمنع تقديم معمول المصدر مطلقا انتهى و (لو لا) مضاف إليه و (غالبا) ظاهر حل المكودي والشاطبي أنه منصوب بنزع الخافض أما المكودي فقال وحذف الخبر محتم بعد لو لا في غالب أمرها وأما الشاطبي فقال وقوله غالبا قيد في الحذف الواجب يريد أن حذف الخبر بعد لو لا في الغالب واجب أي في غالب الكلام ومفهومه أنه في النادر غير واجب فهو إما جائز وإما ممتنع اه و (حذف) مبتدأ و (الخبر) مضاف إليه و (حتم) خبر والتقدير وحذف الخبر متحتم بعد لولا في غالب أمرها كما قاله المكودي أو في غالب الكلام كما قاله الشاطبي (وفي نص) متعلق باستقر وفي بمعنى مع و (يمين) مضاف إليه من إضافة الصفة إلى موصوفها و (ذا) اسم إشارة مبتدأ حذف تابعه وجملة (استقر) في موضع رفع خبر المبتدأ وإظهار استقر هنا للضرورة كما في قول الشاعر :
فأنت لدي بحبوحة الهون كائن
لكونه كونا مطلقا ويحتمل أن يراد بالاستقرار هنا والكون في الشاهد الثبوت وعدم التزلزل والانفكاك فيكون كونا خاصا فيجوز ذكره وحذفه ونظيره ما قاله أبو البقاء وغيره في قوله تعالى : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ) [النمل : ٤٠] إن هذا الاستقرار هنا معناه عدم التحرك لا مطلق الوجود والحصول فهو كون خاص نقله عنه في المغني وقال إنه الصواب. (وبعد) معطوف على موضع الجار والمجرور المتعلق باستقر و (واو) مضاف إليه وجملة (عينت) نعت لواو و (مفهوم) مفعول عينت و (مع) مضاف إليه و (كمثل) الكاف زائدة ومثل خبر لمبتدأ محذوف وجارة لقول محذوف
______________________________________________________
مستأنفة هذا مذهب الجمهور (و) نقل (عن) أبي إسحاق (الزجاج و) أبي محمد بن عبد الله بن جعفر (ابن درستويه أن الجملة) الواقعة (بعد حتى الابتدائية) وهي التي تبتدأ بعدها الجملة أي تستأنف (في موضع جر بحتى وخالفهما الجمهور) فقالوا ليست حتى هذه حرف جر بدليلين أحدهما أنها لو كانت حرف جر لقيل حتى ماء بالجر والرواية بالرفع على الابتداء والخبر والعدول إلى العمل في محل الجملة نوع من التعليق وهو غير مناسب (لأن حروف الجر لا تعلق) بفتح اللام (عن العمل) بدخولها على الجمل وإنما تدخل على المفردات أو ما في تأويلها (و) الثاني أن حتى (هذه ليست حرف جر لوجوب كسر همزة إن بعدها في