العامل متصرف في نفسه فيتصرف في معموله إلا أن يمنع من ذلك مانع طارئ كما نقله عنه الشاطبي والمانع هنا موجود كما ترى وإنما يجوز ذلك أن لو قال ذا لزهد قنع ولم أر أحد انتبه لما قلناه في هذا المثال بل حكموا فيه بالجواز مطلقا والظاهر وقفه على الضرورة فليتأمل. (وقل) فعل ماض و (أن) بفتح الهمزة حرف مصدري وجملة (يصحبها) صلة أن وأن وصلتها في موضع مصدر مرفوع على الفاعلية بقل والهاء من يصحبها مفعول عائد إلى اللام و (المجرد) فاعل يصحبها وفي بعض النسخ يصحبه بالتذكير ولا فرق لأن الحرف يجوز عود الضمير إليه بالتذكير على إرادة اللفظ وبالتأنيث على إرادة الكلمة ومتعلق المجرد محذوف والتقدير المجرد من أل والإضافة (والعكس) مبتدأ و (في مصحوب) خبره و (أل) مضاف إليه (وأنشدوا) فعل وفاعل والضمير للنحاة ومفعوله قول محذوف. (لا) نافية و (أقعد) فعل مضارع منفي بها و (الجبن) بمعنى الخوف مفعول لأجله و (عن الهيجاء) متعلق باقعد لا بالجبن خلافا للمكودي لأن عمل المصدر المحلى بأل ضعيف (ولو) حرف امتناع و (توالت) فعل ماض والتاء للتأنيث و (زمر) فاعل و (الأعداء) مضاف إليه وجملة لا أقعد إلى آخر البيت مقولة لمفعول انشدوا المحذوف والتقدير وأنشد النحاة قول الشاعر لا أقعد الخ قال الشاطبي ومعنى البيت ظاهر يقول لا أقعد عن الهيجاء جبنا وفزعا ولو توالت وتتابعت على الأعداء زمرا بعد زمر يتلو بعضها بعضا والهيجاء الحرب يمد ويقصر وهي من هاج الشيء يهيج إذا ثار والزمر الجماعات واحدها زمرة وتوالت تتابعت وأتت شيئا بعد شيء يتبع بعضها بعضا انتهى.
المفعول فيه وهو المسمى ظرفا
(الظرف) مبتدأ و (وقت) خبره على تقدير مضاف و (أو) حرف عطف و (مكان) معطوف على وقت و (ضمنا) فعل ماض مبني للمفعول متعد لاثنين الأول منهما الألف في ضمنا النائبة عن الفاعل ويحتمل أن تكون الألف للإطلاق ونائب الفاعل ضمير مفرد مستتر في الفعل عائد على أحد الشيئين فإن الأكثر في العطف بأو أفراد الضمير والجملة نعت وقت أو مكان و (في) في موضع نصب على أنها المفعول الثاني على تقدير مضاف و (باطراد) متعلق بضمنا ونعت اطراد محذوف كما تحذف الصفات المخصصة و (كهنا) الكاف جارة لقول محذوف وهنا ظرف مكان متعلق بامكث و (امكث) بضم الكاف أمر من مكث يمكث و (أزمنا) بضم الميم جمع زمن كجبل وأجبل متعلق بامكث أيضا وامكث ومتعلقاه في موضع نصب بالقول المحذوف والقول ومقوله في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف وتقدير البيت الظرف اسم وقت أو اسم مكان ضمن معنى في باطراد غالب وذلك كقولك امكث هنا أزمنا. (فانصبه) فعل أمر وفاعل ومفعول والضمير يرجع إلى الظرف و (بالواقع) متعلق بانصبه على تقدير حذف الموصوف وصفته ومعمول الصفة و (فيه) متعلق بالواقع و (مظهرا) خبر كان مقدم عليها و (كان) فعل ماض ناقص واسمها مستتر فيها يعود إلى الناصب المستفاد من انصبه قال الشاطبي وكان في موضع نصب على الحال من باب لاضربنه ذهب أو مكث كأنه قال مظهرا كان أو مضمرا لكنه جاء بقسيم المظهر على المعنى اه (وإلا) حرف شرط مقرون بلا النافية أدغمت النون في اللام للتقارب وفعل الشرط محذوف لدلالة ما تقدم عليه وجملة (فانوه) جواب الشرط ولذلك اقترن بالفاء لكونه فعل أمر والهاء مفعول به وهو ضمير يرجع إلى ناصب الظرف و (مقدرا) قال الشاطبي حال مؤكدة فيما يظهر لأن قوله فانوه يعطي معنى قدره في نيتك اه وتقدير البيت فانصب الظرف باللفظ الدال على المعنى
______________________________________________________
في الحطب الغليظ وانتشارها فيه (ويستثنى من حروف الجر أربعة فلا تتعلق بشيء أحدها) الحرف (الزائد) كالباء الزائدة في الفاعل (نحو كفى بالله شهيدا ونحو أحسن بزيد عند الجمهور) والأصل كفى الله شهيدا وأحسن زيد بالرفع فزيدت الباء في الفاعل وأحسن بكسر السين فعل تعجب (و) الزائدة في المفعول (نحو) (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة : ١٩٥] وفي المبتدأ نحو (بحسبك درهم) وفي خبر الناسخ المنفي نحو : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) [الزمر : ٣٦] ((وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة : ٧٤] وكمن الزائدة) في الفاعل نحو : (أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ) [المائدة : ١٩] وفي المفعول نحو : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ