الأظهر كما قال المرادي أن يكون المشبهة مبتدأ وصفة خبره وتقدير البيت عليه الصفة المشبهة اسم الفاعل صفة استحسن جر فاعل في المعنى بها فحذف الموصوف بالمشبهة وقدم التعريف على المعرف. (وصوغها) قال المكودي مبتدأ ومضاف إليه و (من لازم لحاضر) متعلقان بصوغها والخبر محذوف لدلالة سياق الكلام عليه وتقديره واجب ولا يجوز أن يكون المجروران ولا أحدهما خبرا عن صوغها لعدم الفائدة ولا يجوز أن يكون معطوفا على جر فاعل لأن جر الفاعل بها مستحسن وصوغها مما ذكر واجب اه ويحتمل أن يكون معطوفا على صفة على تقدير كونها خبرا مقدما والتقدير الصفة المشبهة صفة استحسن جر فاعلها بها في المعنى ومصوغة من فعل لازم لزمن حاضر فأطلق المصدر وأراد اسم المفعول وحذف موصوفي متعلقيه اختصارا و (كطاهر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره وذلك كطاهر و (القلب) مضاف إليه من إضافة الصفة إلى مرفوعها في المعنى والأصل طاهر القلب بالرفع فحول الإسناد إلى ضمير الموصوف فانتصب الاسم بعدها على التشبيه بالمفعول ثم خفض بإضافة الصفة إليه فالأصل الرفع ويتفرع عنه النصب ويتفرع عن النصب الخفض هذا من جهة اللفظ وأما من جهة المعنى فالرفع وإن كان أصلا فهو دون النصب والخفض إذ الإسناد في الرفع إلى بعض الجملة وفي النصب والخفض إلى كلها و (جميل الظاهر) معطوف على طاهر القلب بإسقاط العاطف والكلام فيه كالكلام فيما قبله إلا أن الأول مجار لفعله والثاني غير مجار وهو الغالب في الصفة المشبهة. (وعمل) مبتدأ و (اسم) مضاف إليه و (فاعل) مجرور بإضافة اسم إليه و (المعدى) بفتح الدال نعت لمحذوف ومتعلقه محذوف أيضا و (لها) في موضع خبر المبتدأ و (على الحد) قال المكودي متعلق بعمل أو بالاستقرار الذي تعلق به الخبر أو في موضع الحال من الضمير المستتر في الاستقرار الذي تعلق به الخبر اه فقوله أولا متعلق بعمل يلزم منه أن المصدر يعمل مفصولا من معموله بأجنبي وذلك لأن قوله ثانيا متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر صريح بأن لها متعلق بمحذوف لا يعمل فيكون أجنبيا منه ولا يعمل المصدر مفصولا من معموله بأجنبي ولهذا ردوا على من قال في يوم تبلى السرائر أنه معمول لرجعه لأنه قد فصل بينهما بالخبر وقوله ثالثا أو في موضع الحال من الضمير المستتر في الاستقرار الذي تعلق به الخبر تخريج على مرجوح إذ الصحيح أن الضمير انتقل من الاستقرار وسكن في الظرف كقوله :
فإن فؤادي عندك الدهر أجمعا
و (الذي) نعت للحدا أو بدل منه وهو أولى لأن النعت لا يكون أعرف من المنعوت وجملة (قد حدا) بالبناء للمفعول صلة الذي والألف في حدا للإطلاق وتقدير البيت وعمل اسم فاعل الفعل المعدى لواحد ثابت لها حال كونه على الحد الذي قد حد. (وسبق) مبتدأ و (ما) اسم موصول مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله وجملة (تعمل) صلة ما و (فيه) متعلق بتعمل والضمير المجرور بفي هو العائد إلى الموصول و (يجتنب) بالبناء للمفعول قال المكودي في موضع خبر المبتدأ اه وفي بعض النسخ مجتنب بصيغة اسم المفعول ولا فرق في المعنى (وكونه) مبتدأ وهو مصدر كان الناقصة مضاف إلى اسمه وهو ضمير يرجع إلى الموصول و (ذا) بمعنى صاحب خبره من حيث نقصانه و (سببية) مضاف إليه وجملة (وجب) خبره من حيث ابتدائيته. (فارفع) فعل أمر و (بها) متعلق بارفع (وانصب وجر) فعلا أمر معطوفان على ارفع وحذف متعلقهما استغناء عنه بذكره أولا وليس من باب
______________________________________________________
في الاستقبال (ألا ترى أن المعنى) في المثال (إنهم لم يذوقوه) أي العذاب (إلى الآن وإن ذوقهم له متوقع) في المستقبل (وتارة يقال فيها حرف استثناء بمنزلة إلا الاستثنائية في لغة هذيل) فإنهم يجعلون لما بمنزلة إلا (في نحو قولهم أنشدك الله لما فعلت كذا أي ما أسألك إلا فعلك كذا ومنه) أي ومن مجيء لما بمعنى إلا قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) [الطارق : ٤] في قراءة التشديد وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة وأبي جعفر (ألا ترى أن المعنى ما كل نفس إلا عليها حافظ) فإن نافية ولما فيه بمعنى إلا (ولا التفات إلى إنكار الجوهري ذلك) حيث قال إن لما بمعنى إلا غير معروف في اللغة وسبقه إلى ذلك