والطامّات في يومه هذا؟ ويومه الآخر المخزي في بني حنيفة ومع مالك بن نويرة وأهله؟ ويومه قبلهما مع بني جذيمة الذي تبرّأ فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من عمله؟ إلى غيرها من المخاريق والمخازي التي تغمد بها هذا السيف.
ـ ٩ ـ
حرق الخليفة الفجاءة
قدم على أبي بكر رجل من بني سليم يقال له الفجاءة ، وهو إياس بن عبد الله ابن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف فقال لأبي بكر : إنّي مسلم وقد أردت جهاد من ارتدّ من الكفّار فاحملني وأعنّي ، فحمله أبو بكر على ظهر وأعطاه سلاحاً ، فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتدّ يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم ومعه رجل من بني الشريد يقال له نجبة بن أبي الميثاء. فلمّا بلغ أبا بكر خبره كتب إلى طريفة بن حاجز : إنّ عدوّ الله الفجاءة أتاني يزعم أنّه مسلم ويسألني أن أقوّيه على من ارتدّ عن الإسلام فحملته وسلّحته ثمّ انتهى إليّ من يقين الخبر أنّ عدوّ الله قد استعرض الناس المسلم والمرتدّ يأخذ أموالهم ويقتل من خالفه منهم ، فسر إليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله أو تأخذه فتأتيني به فسار إليه طريفة ، فلمّا التقى الناس كانت بينهم الرميّا بالنبل فقتل نجبة بن أبي الميثاء بسهم رُمي به ، فلمّا رأى الفجاءة من المسلمين الجدّ قال لطريفة : والله ما أنت بأولى بالأمر منّي أنت أمير لأبي بكر وأنا أميره ، فقال له طريفة : إن كنت صادقاً فضع السلاح وانطلق إلى أبي بكر فخرج معه ، فلمّا قدما عليه أمر أبو بكر طريفة بن حاجز فقال : اخرج به إلى هذا البقيع فحرّقه فيه بالنار. فخرج به طريفة إلى المصلّى فأوقد له ناراً فقذفه فيها.
وفي لفظ الطبري : فأوقد له ناراً في مصلّى المدينة على حطب كثير ثمّ رمي فيها مقموطاً.