ـ ٤ ـ
ما أسنده إليه من لاث به وبخع له
هؤلاء شيعة أهل البيت عليهمالسلام لا يشكّ أحد منهم في إيمان أبي طالب عليهالسلام ويرونه في أسمى مراقيه وعلى صهوته العليا آخذين ذلك يداً عن يد حتى ينتهي الدور إلى الصحابة منهم والتابعين لهم بإحسان ، ومذعنين في ذلك بنصوص أئمّتهم عليهمالسلام بعد ما ثبت عن جدّهم الأقدس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال المعلّم الأكبر شيخنا المفيد في أوائل المقالات (١) (ص ٤٥) : اتّفقت الإماميّة على أنّ آباء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من لدن آدم إلى عبد الله مؤمنون بالله موحّدون. إلى أن قال : وأجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب مات مؤمناً ، وأنّ آمنة بنت وهب كانت على التوحيد. إلخ.
وقال شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في التبيان (٢) (٢ / ٣٩٨) : عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهماالسلام أنّ أبا طالب كان مسلماً ، وعليه إجماع الإماميّة لا يختلفون فيه ، ولها على ذلك أدلّة قاطعة موجبة للعلم.
وقال شيخنا الطبرسي في مجمع البيان (٣) (٢ / ٢٨٧) : قد ثبت إجماع أهل البيت على إيمان أبي طالب وإجماعهم حجّة ؛ لأنّهم أحد الثقلين اللذين أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالتمسّك بهما بقوله : «إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا».
وقال سيّدنا ابن معد الفخار : لقد كان يكفينا من الاستدلال على إيمان أبي طالب عليهالسلام إجماع أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليهم أجمعين وعلماء شيعتهم على إسلامه واتّفاقهم على إيمانه ، ولو لم يرد عنه من الأفعال التي لا يفعلها إلاّ المؤمنون ،
__________________
(١) أوائل المقالات : ص ٥١.
(٢) التبيان : ٨ / ١٦٤.
(٣) مجمع البيان : ٤ / ٤٤٤.