القول جنس قريب لعدم إطلاقه على المهمل بخلاف اللّفظ (مفيد) أي مفهم معنى يحسن السّكوت عليه (١) ـ كما قال في شرح الكافية ـ والمراد سكوت المتكلم وقيل سكوت السّامع وقيل كليهما. وخرج به ما لا يفيد كإن قام مثلا (٢) واستثنى منه فى شرح التّسهيل نقلا عن سيبويه وغيره بمفيد ما لا (٣) يجهله أحد نحو «النّار حارّة» فليس بكلام.
ولم يصرّح باشتراط كونه (٤) مركّبا ـ كما فعل الجزولي كغيره (٥) ـ للاستغناء عنه إذا ليس لنا لفظ مفيد وهو غير مركّب.
وأشار إلى اشتراط كونه موضوعا ـ أي مقصودا ـ ليخرج ما ينطق به النّائم والسّاهي ونحوهما بقوله : (٦) (كاستقم) إذ من عادته إعطاء الحكم بالمثال وقيّد في التّسهيل المقصود بكونه لذاته ، ليخرج المقصود لغيره كجملة الصّلة والجزاء. (٧)
__________________
لشموله له في دائرة الأجسام ، من حجر وشجر وحيوان.
ففيما نحن فيه شمول القول للكلام أضيق من شمول اللفظ له ، لأنّ القول يشمله في دائرة المستعملات ، لأنّ القول خاصّ بالمستعمل ، وأمّا اللفظ فمن حيث إنّه شامل للمهمل والمستعمل فشموله للكلام في دائرة أوسع ، والتعريف بالجنس القريب أحسن من التعريف بالبعيد.
(١) بخلاف غير المفيد ، فمن قال زيد ثم سكت ، يقبّحه العقلاء على سكوته.
(٢) فانّ جملة الشرط لا فائدة فيها ، إذا لم يلحقه الجزاء.
(٣) ما مفعول لأستثنى ، أي قال : خرج بقولنا مفيد ما لا يجهله أحد ، لأنّ الإفادة عبارة عن إعلام الجاهل.
(٤) أي : الكلام مركّبا ، لأنّ اشتراط المفيد يغني عن اشتراط المركّب ، إذ التركيب لازم للمفيد.
(٥) غير المصنف.
(٦) لأنّ الأمر بالاستقامة يحتاج إلى التفكّر والالتفات ، والنائم والساهي إذا تكلّما فلا يتكلّمان إلّا بألفاظ بسيطة عادّية ، كأخرج وأدخل ونحوهما أو إشارة إلى الأية (فاستقم).
(٧) أمّا الصلة فلأنّ ذكرها لتعريف من يراد الإخبار عنه لا للإخبار عنه بها فقولنا جاء الذي أكرمك لا يريد المتكلّم الإخبار بالإكرام ، لأنه أمر معلوم للسامع بل مراده الإخبار بالمجيء ، وإنّما أتى بجملة الصلة لتعريف صاحب المجيء وفاعله ، فليست مقصودة بالإخبار.
وأمّا الجزاء : فلأنّ الغرض الأصلي للمتكلّم في قوله إن جئتني إكرمتك ، اشتراط اكرام المخاطب بالمجيء فالمقصود الأصلي هو الشرط ، وأمّا الجزاء فتابع.