(والأصل في الفاعل أن يتّصلا) بفعله لأنّه كالجزء منه (والأصل في المفعول أن ينفصلا) عن فعله لأنّه فضلة (١) نحو «ضرب زيد عمرا» (وقد يجاء بخلاف الأصل) فيقدّم المفعول على الفاعل نحو «ضرب عمرا زيد» (وقد يجيء المفعول قبل الفعل) نحو (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ)(٢).
وأخّر المفعول إن لبس حذر |
|
أو أضمر الفاعل غير منحصر |
(وأخّر المفعول) وقدّم الفاعل وجوبا (إن لبس) بينهما (حذر) (٣) كأن لم يظهر إعراب ، (٤) ولا قرينة نحو «ضرب موسى عيسى» إذ رتبة الفاعل التّقديم (٥) ولو أخّر لم يعلم فإن كان ثمّة قرينة جاز التّأخير نحو «أكل الكمّثرى (٦) موسى» و «أضنت (٧) سعدى الحمّى» (أو أضمر الفاعل) أي جيء به ضميرا (غير منحصر) نحو «ضربت
__________________
(١) أي : ليس بركن في الكلام فأن أركان الكلام في الجملة الفعلية هو الفعل والفاعل وفي الاسمية هو المبتدا والخبر وباقي المتعلقات فضلة.
(٢) الأعراف ، الآية : ٣٠.
(٣) يعني إذا كان بين الفاعل والمفعول تشابه ولزم الحذر من الاشتباه.
(٤) إذ لو كان إعرابها ظاهرا نحو ضرب زيد عمرو ، العلم أن المرفوع فاعل والمنصوب مفعول ولو كان قرينة أي أمر من خارج اللفظ يدل على أن أيّهما فاعل وأيّهما مفعول لارتفع اللبس أيضا كما في مثال أكل الكمثري يحيي لأنا نعلم بأن الكمثري مأكول وإن تقدم فهو مفعول ويحيي فاعل وإن تأخر.
(٥) دليل للزوم تقديم الفاعل عند اللبس وحاصله أنّ السامع بعد ما لم يرفي اللفظ إعرابا لم تدل قرينة على التعيين فلم يبق له إلّا أن يستدل بالتقّدم الرتبي فيحكم بأن الأول فاعل والثاني مفعول لكون الفاعل مقدم رتبة فيجب على المتكلم تقديم الفاعل لا لا ينقطع السامع عن الدليل فيبقي في الاشتباه واللبس.
(٦) فاكهة يقال لها بالعربي أجّاص وبالفارسي گلابى.
(٧) من باب الإفعال مجرده ضنا ويقال أضنا المرض فلانا أي أثقله وسعدي اسم امرئه وليست بنبت هنا كما توهم ومثل بهذا المثال لوجود القرينة فيما كان الفاعل والمفعول مؤنثين فتأنيث الفعل لا يمييز في الفاعل فالمميز هو القرينة وهي علمنا بأن الحمي هي التي تثقل سعدي وتضعفها لكونها مرضا فحمي فاعل وسعدي مفعول.