فالسّابق انصبه بفعل أضمرا |
|
حتما موافق لما قد أظهرا |
(فالسّابق) (١) ارفعه على الابتداء أو (انصبه) واختلف في ناصبه فالجمهور وتبعهم المصنّف على أنّه منصوب (بفعل أضمرا حتما موافق لما قد أظهرا) لفظا أو معنى وقيل بالفعل المذكور بعده. ثمّ اختلف فقيل : إنّه (٢) عامل في الضّمير وفي الاسم معا ، وقيل : في الظّاهر (٣) والضّمير ملغي.
واعلم أنّ هذا الاسم الواقع بعده فعل ناصب على خمسة أقسام : لازم النّصب ، ولازم الرّفع ، وراجح النّصب على الرّفع ، ومستو فيه الأمران ، وراجح الرّفع على النّصب. هكذا ذكره النّحويّون وتبعهم المصنّف ، فشرع في بيانها (٤) بقوله :
والنّصب حتم إن تلا السّابق ما |
|
يختصّ بالفعل كإن وحيثما |
(والنّصب) للاسم السّابق (حتم إن تلا السّابق) بالرّفع ، أي وقع بعد (ما يختصّ بالفعل كإن وحيثما) نحو «إن زيدا لقيته فأكرمه» و «حيثما عمرا تلقاه فأهنه» وكذا إن تلا استفهاما غير الهمزة كـ «أين بكرا فارقته» و «هل عمرا حدّثته» وسيأتي حكم التّإلي للهمزة.
وإن تلا السّابق ما بالابتدا |
|
يختصّ فالرّفع التزمه أبدا |
(وإن تلا السّابق) أي وقع بعد (ما بالابتدا يختصّ) كإذا الفجائيّة (فالرّفع) للاسم على الابتداء (التزمه أبدا) نحو «خرجت فإذا زيد لقيته» لأنّ إذا لا يليها إلّا مبتدأ نحو
__________________
(١) أي : الاسم السابق المشتغل عنه.
(٢) أي : الفعل المذكور بعده.
(٣) أي : وقيل أن الفعل المذكور عامل في الظاهر وأمّا الضمير فملغي عن العمل فيه.
(٤) أي : بيان الأقسام الخمسة.