[له ملك ينادي كلّ يوم] |
|
لدوا للموت وابنوا للخراب (١) |
فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها (٢) |
|
[لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل] |
وإنّي لتعروني لذكراك هزّة (٣) |
|
[كما انتقض العصفور بلّله القطر] |
قال في شرح الكافية : فإن لم يكن ما قصد به التّعليل (٤) مصدرا فهو أحقّ باللّام أو ما يقوم مقامها نحو «سرى زيد للماء أو للعشب» و (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍ)(٥)(٦) «إنّ امرأة دخلت النّار في هرّة (٧) حبستها».
(وليس يمتنع) الجرّ (مع) وجود (الشّروط) المذكورة بل يجوز (كلزهد ذا قنع) (٨). ثمّ جواز ذلك على أقسام (٩) ذكرها بقوله :
وقلّ أن يصحبها المجرّد |
|
والعكس في مصحوب أل وأنشدوا |
__________________
(١) فأن الموت والخراب لا يفهمان أنهما علتان للولادة والبناء فأنه غير معهود في نظر العرف أن يكون الموت سببا وعلة وغرضا للولادة أو الخراب غرضا للبناء.
(٢) لعدم اتحاد المصدر وهو النوم مع عامله وهو نضت في الزمان لأن نزع الثياب قبل النوم.
(٣) أي : تعرضني عند ذكرك رعشة الشاهد في عدم اتحاد المصدر وهو ذكراك مع عامله هو تعروني في الفاعل فأن فاعل تعروني هزة وفاعل ذكراك هو المتكلم.
(٤) يعني إذا كان اسم وقصد به التعليل للفعل قبله ولم يكن مصدرا كالماء في المثال لأنه علة في المثال لسري فهو أحق بأن لا ينصب بل يجر بحرف ، من المصدر الذي ليس فيه الشروط السابقة لاشتراط نصب الفعول له أن يكون مصدرا.
(٥) فمع أن (غم) علة للخروج لم ينصب لعدم كونه مصدرا.
(٦) الحج ، الآية : ٢٢.
(٧) أي : لهرة فلم تنصب مع كونها علة للدخول في النار لكونه غير مصدر.
(٨) كما يجوز أن يقال زهدا ذا قنع لوجود الشرائط وهي كونه مصدرا مفهما للتعليل متحدا مع عامله زمانا وفاعلا.
(٩) من حيث كثرة الوجود وقلته فالمجرد من أل والإضافة الأكثر نصبه ويقل جره باللام والذي مع أل يكثر جره ويقلّ نصبه والمضاف يستوي فيه النصب والجر كما سيبيّن ذلك.