المسموع ما جاء بخلافه كقوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ)(١) انتهى.
وأجاب ولده عنها بأنّها (٢) ممّا نزّل فيه المستقبل لتحقّق وقوعه ، منزلة الماضي ، وحينئذ فاسم الزّمان فيه (٣) ليس بمعنى إذا ، بل بمعنى إذ ، وهي تضاف إلى الجملتين.
قال ابن هشام : ولم أر من صرّح بأنّ مشبه إذا كمشبه إذ ، يبنى ويعرب بالتّفصيل السّابق ، (٤) وقياسه عليه ظاهر ، ومنه (٥)(هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ)(٦)(٧) لأنّ المراد به المستقبل (٨) ـ انتهى.
قلت : قد تقدّم نقلا عنهم الاستدلال به (٩) على مشبه إذ ، أي لأنّه (١٠) ممّا نزّل فيه المستقبل لتحقّق وقوعه منزلة الماضي لا سيّما في أوّله قال بلفظ الماضي. (١١)
__________________
المراد به زمان المستقبل وهو القيامة مع أنه دخل على الجملة الاسمية.
(١) غافر ، الآية : ١٦.
(٢) أي : الآية من الموارد التي جعل الزمان المستقبل مثل الزمان الماضي في تحقّق الوقوع فأن الذي مضي فقد تحقق وقوعه وهنا وان كان بروزهم في القيامة ولكنه أمر مسلم محقّق وقوعه فكأنّه وقع سابقا فيوم هنا مشبه إذ وهو يضاف إلى الاسمية والفعلية.
(٣) أي : في قوله تعالى.
(٤) بعد قول الناظم (وابن أو أعرب) من اختيار بنائه إذا وقع قبل فعل مبني ووجوب إعرابه إذا وقع قبل معرب أو مبتداء.
(٥) أي : من موارد قياس مشبه إذا على مشبه إذ.
(٦) فأعرب يوم رفعا خبرا لهذا لوقوعه قبل فعل معرب.
(٧) المائدة ، الآية : ١١٩.
(٨) دليل لكون يوم هنا مشبه إذا.
(٩) أي : بقوله تعالى (هذا يَوْمُ ...) *) عند قول الناظم (أو مبتدا أعرب) نقلا عن الكوفيّين والبصريّين الاستدلال بهذه الآية على مشبه اذ.
(١٠) دليل لكون يوم هنا مشبه إذ فأنّ الظاهر كونه للاستقبال ومشبها لا ذا فنّبه على كونه مشبه إذ تنزيلا.
(١١) فأن الآية هكذا (قال الله (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) فقال شاهد على أنّ المراد تنزيل المستقبل منزلة الماضي.