هذا باب إعمال الصّفة المشبهة باسم الفاعل (١)
صفة استحسن جرّ فاعل |
|
معني بها المشبهة اسم الفاعل |
(صفة استحسن (٢) جرّ فاعل معني بها) بعد تقدير (٣) تحويل إسنادها عنه (٤) إلى ضمير موصوفها هي (المشبهة اسم فاعل) فخرج بما ذكره نحو «زيد ضارب أخوه» (٥)
__________________
(١) وجه الشبه بينهما على ما في التصريح أنّها تؤنث وتثني وتجمع تقول في حسن حسنة وحسنان وحسنون وحسنات كما تقول في ضارب ضاربة وضاربان وضاربتان وضاربون وضاربات فلذلك عملت النصب كما يعمله اسم الفاعل واقتصرت على منصوب واحد ، لأنه أقلّ درجات التعدّي وكان أصلها أن لا تعمل النصب لمباينتها الفعل بدلالتها على الثبوت ولكونها مأخوذة من فعل قاصر ، ولكنها لما اشبهت اسم الفاعل المتعدّي لواحد عملت عمله.
(٢) أي : صحّ أن تضاف إلى الاسم الذي هو فاعلها حقيقة من دون لبس بين الفاعل والمفعول.
(٣) هذا متمّم لتعريف المصنّف وشرط لاستحسان الجرّ ، يعني أن شرط استحسان جرّها الفاعل أن يكون الجرّ بعد هذا التقدير ، وهو أن نقدّر نقل الإسناد الذي كان بين الصفة وفاعلها الأصلي إلى ضمير موصوفها وهذا التقدير لا يتحقّق إلّا بسلامة المعني بعد نقل الإسناد ففي قولنا (زيد حسن الوجه) الوجه فاعل لحسن في المعنى ، وكان مرفوعا قبل الإضافة فلمّا أردنا إضافة حسن إليه نقلنا الإسناد الذي كان بينه وبين الوجه إلى ضمير زيد لئلّا تضاف الصفة إلى فاعلها لفظا ثم نصبنا الوجه تشبيها بالمفعول لكونه مثل المفعول في كونه منصوبا بعد الفاعل ، ثم أضفناه إليه فصار زيد حسن الوجه ولم يتغيّر المعني بعد النقل ، فأنّ حسن الوجه (بضم الحاء) حسن لصاحب الوجه.
(٤) أي : عن فاعل معنى.
(٥) إذ لا يحسن إضافة ضارب إلى (أخوه) فيقال زيد ضارب أخيه فانّه يتوهّم أن يكون زيد فاعلا وأخوه مفعولا مع أن الفاعل أخوه.