فصل في التّحذير والإغراء
التّحذير هو إلزام المخاطب الاحتراز من مكروه والإغراء هو إلزامه العكوف (١) على ما يحمد العكوف عليه من مواصلة (٢) ذوي القربي والمحافظة علي العهود ونحو ذلك.
إيّاك والشّرّ ونحوه نصب |
|
محذّر بما استتاره وجب |
(إيّاك والشّرّ ونحوه) كإيّاكما وإيّاكم وجميع فروعه (٣) (نصب محذّر) بكسر الذّال (٤) (بما استتاره وجب) لأنّ التّحذير بإيّا (٥) أكثر من التّحذير بغيره ، فجعل بدلا من اللّفظ بالفعل.
__________________
(١) أي : الملازمة والتوجه.
(٢) بيان لما يحمد.
(٣) أي : فروع (إيا) من المخاطب المؤنث والغائب المذكر والمؤنث.
(٤) فمعنى البيت أن المتكلم الذي في مقام التحذير ينصب (إيّاك والشّر) بعامل يجب استتاره كاحذر واتق.
(٥) دليل لوجوب استتار العامل ، وحاصله أن استعمال (إيا) في التحذير أكثر من غيره ، وبلغ في كثرة استعماله فيه إلى حد أغني عن التلفظ بفعل التحذير وصار عند أهل اللسان عوضا عن الفعل العامل وبما أنه لا يجوز الجمع بين العوض والمعوض فلا يجوز ذكر الفعل مع وجود (إيا) وأشار بقوله من اللفظ بالفعل إلى أنه بدل عن لفظ الفعل لا عن نفس الفعل فالعمل باق للفعل مقدّرا.