فصل : في أمّا بفتح الهمزة والتّشديد و «لو لا» و «لو ما» وفيه (١) «هلّا» و «ألّا» و «ألا».
أمّا كمهمايك من شىء وفا |
|
لتلوتلوها وجوبا ألفا |
(أمّا كمهمايك من شيء) فهي نائبة عن حرف الشّرط وفعله ولذا (٢) لا يليها فعل (وفالتلوتلوها وجوبا ألفا) (٣) لأنّه مع ما قبله جواب الشّرط (٤) وإنّما أخّرت إليه كراهة أن يوالي بين لفظي الشّرط والجزاء نحو «أمّا قائم فزيد» و «أمّا زيد فقائم» و «أمّا زيدا فأكرم» و «أمّا عمرا فأعرض عنه» (٥).
وحذف ذي الفاقلّ في نثر إذا |
|
لم يك قول معها قد نبذا |
(وحذف ذي الفا (٦) شذّ في نثر إذا لم يك قول معها قد نبذا) (٧) أي حذف ،
__________________
(١) أي : في هذا الفصل يذكر هذه الثلاثة أيضا.
(٢) أي : لكونها نائبة عن حرف الشرط وفعله ولزوم تقدير فعل الشرط فلو ذكر بعدها فعل توهّم أنّه فعل الشرط.
(٣) أي : المتعارف المألوف عند أهل اللسان أن تدخل الفاء وجوبا على تلوتلوها.
(٤) يعني إنّ علّة دخول الفاء أن تلو التلو الذي هو مدخول الفاء مع الاسم الذي قبله جواب للشرط ، وأما تأخير الفاء عن أول الشرط أي : عن تلو امّا فلان المتعارف أن يفصل بين أداة الشرط والجزاء بفعل الشرط وتوالي الأداة والجزاء بمعني اتصالهما مكروه عندهم وحيث لا يكون هنا شرط فأخرّوا الفاء عن أول الشرط إلى ما بعد الأول حذرا من التوالي.
(٥) مثل بأربعة أمثلة ، لأن جملة الجزاء قد تكون اسمية ، وقد تكون فعلية ، والاسمية قد يتقدم الخبر على المبتدا كما في الأوّل ، وقد يتأخر كما في الثانى ، والفعلية قد يكون الفعل مذكورا والاسم الواقع بعد أمّا مفعول للفعل المذكور كما في المثال الثالث ، وقد يكون مقدرا ، والاسم مفعول للمقدر ، كما في الرابع ، فإنّ عمرا منصوب بفعل مقدّر ، والتقدير باعد عمرا فأعرض عنه ، لأن أعرض لا يتعدّي بنفسه فلا بد من تقدير فعل متعدّ مشابه له في المعنى.
(٦) التي ذكر أنّه يجب دخولها على جواب أمّا.
(٧) يعني شذوذ حذف الفاء إنما يكون إذا لم يكن قول مقدّر مع أمّا ، وقد حذف ذلك القول ، وأمّا إذا كان كذلك فكثيرا تحذف الفاء.