هذا باب الإخبار بالّذي وفروعه والألف واللّام الموصولة
وهو (١) عند النّحويّين كمسائل التّمرين عند الصّرفيّين (٢).
ما قيل أخبر عنه بالّذي خبر |
|
عن الّذي مبتدأ قبل استقرّ |
(ما قيل أخبر عنه بالّذى) ليس على ظاهره (٣) بل هو مؤوّل ، فإنّه (٤) (خبر) مؤخّر وجوبا (عن الّذى) حال كونه (مبتدأ قبل استقرّ) وسوّغ ذلك الإطلاق (٥) كونه في المعنى مخبرا عنه.
__________________
(١) أي : باب الإخبار بالذى.
(٢) إذ من عادتهم ذكر صيغ مشكلة في آخر الصرف ليمرنوا به الطالب فيتسلّط على الصرف ، فالنحويّون كذلك يمرّنون الطالب بسمألة الإخبار بالذي التي هي من مشاكل النحو.
(٣) فإن ظاهر قول القائل (أخبر عن زيد بالذي) مثلا إن زيد مبتدء والذي خبره فإن (عن) تدخل على المبتدا عادة ، لأنه المخبر عنه والباء تدخل على الخبر لأنه المخبر به.
(٤) الضمير يعود إلى (ما) يعني في هذا السؤال تأويل فإن الاسم الذي يقال (أخبر عنه) كزيد في المثال هو في التركيب خبرك (الذي) ومؤخّر وجوبا و (الذي) مبتدء ومقدّم.
(٥) هذا دفع دخل وهو أنّه إن كان (الذي) مبتدء وذلك الاسم خبرا فلماذا يسئل بهذا النحو وكان الصحيح أن يقول أخبر عن الذي بزيد.
فدفع ذلك بقوله (وسوّغ ذلك) يعني الأمر الذي جوّز للسائل أن يسأل بهذه الكيفيّة ان هذا الاسم في الحقيقة مخبر عنه وإن كان بحسب التركيب النحوي خبرا ، فإن هذه الجملة اما أتي بها لبيان حال زيد والإخبار عنه لا لبيان حال (الذي) فلذلك جاز للسائل أن يدخل عن على الخبر والباء على الذي.