هذا باب التّصريف
هو ـ كما في شرح الكافية ـ تحويل الكلمة من بنية إلى غيرها لغرض لفظيّ أو معنويّ (١) ، ولكثرة ذلك (٢) أتى بالتّفعيل الدّالّ على المبالغة.
حرف وشبهه من الصّرف بري |
|
وما سواهما بتصريف حري |
(حرف وشبهه) وهو (٣) المبنيّ (من الصّرف بريّ) عبّر به (٤) هنا دون التّصريف ، للإشعار بأنّه لا يقبله (٥) بوجه ، بخلاف ما لو أتي به (٦) فإنّه يوهم نفي كثرته والمبالغة فيه دون أصله (وما سواهما) وهو الاسم المتمكّن والفعل الّذي ليس بجامد (٧) (بتصريف
__________________
(١) فالتغيير لغرض لفظي كتغيير (قول وغزو) الفعلين الماضيين إلى قال وغز التحرك الواو وانفتاح ما قبلها فتغيرا لغرض لفظي أي : لقاعدة لفظية ولا أثر له في المعنى.
والتغيير لغرض معنوي كتغيير المفرد إلى التثنية والجمع وتغيير المصدر إلى الفعل والوصف.
(٢) أي : لكثرة التحويل والتغيير في الكلمات أتي بالتفعيل فقال (باب التصريف) ولم يقل باب الصرف لأن من معاني وزن (تفعيل) المبالغة فدل بذلك على كثرة وقوع الصرف.
(٣) أي : شبه الحرف هو المبنى.
(٤) أي : عبر هنا بالصرف ولم يعبر بالتصريف ليفهم أن الحرف وشبهه بريئان من أصل الصرف ولو عبر بالتصريف توهم أنهما بريئان من كثرة الصرف وهو خلاف المقصود.
(٥) أي : بأن الحرف وشبهه لا يقبل الصرف أصلا.
(٦) أي : بالتصريف.
(٧) الفعل الجامد كليس وعسى.