سيبويه ـ لأنّه طالب له (١) وقيل : بالابتداء لأنّه اقتضاهما (٢) فعمل فيهما. وردّ بأنّ أقوى العوامل ـ وهو الفعل ـ لا يعمل رفعين فما ليس أقوى (٣) أولى وقيل بالابتداء والمبتدأ ، وقال الكوفيون ترافعا ، أي كلّ واحد منهما رفع الآخر وله نظائر في العربيّة (٤).
والخبر الجزء المتمّ الفائدة |
|
كالله برّ والأيادي شاهدة |
ومفردا يأتي ويأتي جملة |
|
حاوية معني الّذي سيقت لة |
(والخبر) هو (الجزء المتمّ الفائدة) مع مبتدأ غير الوصف (كالله برّ) أي محسن لعباده (والايادى) أي النّعم (شاهدة) له.
(ومفردا يأتى) الخبر ، والمراد به (٥) ما للعوامل تسلّط على لفظه فيشمل (٦) ما لا معمول له كـ «هذا زيد» ، وما عمل الجرّ كـ «زيد غلام عمرو» أو الرّفع كـ «زيد قائم أبوه» ، أو النّصب كـ «هذا ضارب أبوه عمرا» (ويأتي جملة بشرط أن تكون (حاوية معنى) المبتدأ (الّذي سيقت له) (٧) أي اسما بمعناه (٨) يربطها به لاستقلال
__________________
(١) أي : لأن المبتدا محتاج إلى الخبر فيطلبه ويؤثر فيه الرفع.
(٢) أي : الابتداء يطلب المبتدا والخبر كليهما فأن المتكلم الذي يبتداء باسم أنما يفعل ذلك ليخبر عنه بشيء فكما أن ابتدائه يقتضي المبتدا يقتضي الخبر أيضا فالابتداء يؤثر فيهما فيرفعهما.
(٣) وهو الابتداء مع أنه معنوي وضعيف في العمل أولى بأن لا يعمل رفعين.
(٤) منها قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (الإسراء ، الآية : ١١٠) فأيا منصوب بتدعو على المفعولية وتدعو معمول لأي لكونه أداة الشرط وتدعو فعل الشرط.
(٥) أي : بالمفرد هنا ما للعوامل تسلّط على لفظه فليس المراد منه ما يقابل المركب ليخرج المضاف والمضاف اليه واسم الفاعل وفاعله ، بل ما يقابل الجملة ، وهي التي لا يؤثّر العامل في لفظها ، نعم قد يتسلّط العامل على محلها كما إذا كانت خبرا للمبتدا أو نواسخه.
(٦) أي : بناء على ما ذكرنا من المراد بالمفرد فالمفرد بهذا المعني يشمل هذه الأمور لتسلّط العامل عليها.
(٧) أي : سيقت هذه الجملة لذلك المبتدا.
(٨) بمعني المبتدا يربط الجملة بالمبتدا.