عليهالسلام : « إنّ زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق ، وإنّه كان أتقى من ذلك ، إنّه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهمالسلام إنّما جاء ما جاء في من يدّعي أنّ اللّه نصَّ عليه ، ثم يدعو إلى غير دين اللّه ويضل عن سبيله بغير علم ، وكان زيد بن علي واللّه ممن خوطب بهذه الآية :
( وَجاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم ) » (١).
١٤ ـ روى الشيخ الطوسي عن مهزم بن أبي بردة الأسدي قال : دخلت المدينة حِدثان صلب زيد ـ رضي اللّه عنه ـ فدخلت على أبي عبد اللّه عليهالسلام فساعة رآني قال : « يامهزم ما فعل بزيد؟ » قال : قلت : صلب ، قال : « أين؟ » قال : قلت : في كناسة بني أسد ، قال : « أنت رأيته مصلوباً في كناسة بني أسد؟ » قال : قلت : نعم ، قال : فبكى حتى بكت النساء خلف الستور ثم قال : « أما واللّه لقد بقي لهم عنده طلبة ما أخذوها منه بعد » قال فجعلت أُفكر وأقول أي شيءٍ طلَبتهم بعد القتل والصلب؟ قال : فودعته وانصرفت حتى انتهيت الكناسة ، فإذا أنا بجماعة فأشرفت عليهم ، فإذا زيد قد أنزلوه من خشبته يريدون أن يحرقوه قال قلت : هذه الطلبة التي قال لي (٢).
١٥ ـ روى الكليني عن سليمان بن خالد قال : قال لي أبو عبد اللّه عليهالسلام : « كيف صنعتم بعمي زيد؟ » قلت : إنّهم كانوا يحرسونه فلما شفّ الناس أخذنا خشبته فدفناه في جرف على شاطيء الفرات فلما أصبحوا جالت الخيل يطلبونه فوجدوه فأحرقوه فقال : « أفلا أوقرتموه حديداً وألقيتموه في الفرات ـ صلى اللّه عليه ـ » ولعن قاتله (٣).
__________________
١ ـ الصدوق : عيون الأخبار : ١ / ٢٤٩ ، الباب ٢٥.
٢ ـ الطوسي : الأمالي : ٦٨٢.
٣ ـ الكليني : الكافي : ٨ / ١٦١.