والمنعة وما هو بمعناهما من الحفظ والتأبي ، فيقال : فلان لا تعصب سلماته ، أي : لا يقهر ، قال الكميت بن زيد :
ولا سمراتي يبتغيهن عاضد |
|
ولا سلماتي في بجيلة تعصب |
وفلان معصوب الخلق : مطويه مكتنز اللحم. وكانوا إذا سودوا إنسانا عصبوه. وهذا يوم عصيب وعصبصب أي : شديد. وفلان يتعصب لقومه. وعصر معروف ، ولا بد من استعمال شدة في العصر ، وهذا أمر قد تعصرت الشبيبة به وبلغت الأشد عليه. والمعصرات :
السحب التي تمطر الماء. وعصفت الريح فهي عاصف ومعصفة ، وهي أشد ، وعصف بهم الدهر : أودى بهم وأبادهم ، قال عدي بن زيد :
ثم أضحوا عصف الدهر بهم |
|
وكذاك الدهر حالا بعد حال |
وجعلهم كعصف مأكول معروف ، ويقال للجائع : صاحت عصافير بطنه ، وهو تعبير عامي فصيح ، أي : صوتت بشدة. وسمي العصفور لأنه لا ينفك عن الزقزقة. ووهب النعمان للنابغة مائة من عصافيره ، وهي نجائب كانت له ، انتهت في يوم دارة مأسل ، قال ذو الرمة :
نجائب من ضرب العصافير ضربها |
|
أخذنا أباها يوم دارة مأسل |
ولو شئنا الاستقصاء لأسمعناك العجب العجاب فحسبنا ما تقدم.
(شَفا) الشفا : طرف الحفرة ، بالتذكير والتأنيث. وسيأتي المزيد من الكلام عنها في باب الفوائد.
الاعراب :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) كلام مستأنف مسوق