بمحذوف خبر اسم الإشارة ، وكان واسمها ، والجملة خبر «أنهم» ، وجملة يكفرون في محل نصب خبر كانوا وبآيات الله جار ومجرور متعلقان بيكفرون (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) عطف على ما تقدم والأنبياء مفعول به وبغير حق جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال (ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) كلام مستأنف سيق لبيان تعليل العلة ، فعصيانهم سبب لكفرهم وقتلهم الأنبياء ، وهما سبب الذلة والمسكنة والغضب ، واسم الإشارة مبتدأ والباء حرف جر وما مصدرية أي : بسبب عصيانهم ، فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر «ذلك» ، وكان واسمها ، وجملة يعتدون خبرها.
البلاغة :
اشتملت هاتان الآيتان على ضروب من البلاغة بلغت أسمى حدود الإعجاز ولئن أسهب علماء البلاغة ، عليهم رضوان الله ، في إظهار أسرارها ، وسبر أغوارها واكتناه مخبآتها ، فقد أتيح لنا أن نشهد بأم أعيننا مصير فلسطين بسبب اليهود ، وبسبب ما نالوه من نجاح خالب مؤقت ، وسنوجز القول فيما قاله علماء البلاغة أولا ، ثم نعقب عليه بما استنتجناه بأنفسنا وحدسنا به من مآل اليهود الذي لا بد منه.
١ ـ في الآية الأولى فن يقال له : «فن الإيضاح» ، وهو أن يذكر المتكلم كلاما في ظاهره لبس ثم يوضحه في بقية كلامه ، والإشكال الذي يحله الإيضاح يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها ، فإن في ظاهر هذه الآية إشكالين أحدهما من جهة الإعراب والآخر من جهة المعنى. فأما الذي من جهة الإعراب فعطف ما ليس بمجزوم على