اللغة :
(لا تَغْلُوا) : لا تتجاوزوا الحدّ ، والغلاء هو الارتفاع. قال الحارث بن حلزة اليشكري في معلقته :
أو منعتم ما تسألون فمن حدّ |
|
ثتموه له علينا الغلاء |
(الأهواء) : جمع هوى ، وهو ما تدعو اليه شهوة النفس ، قال أبو عبيدة : «لم نجد الهوى يوضع إلا موضع الشرّ ، لأنه لا يقال :فلان يهوى ، إلا أنه يقال : يحب الخير». والهاء مع الواو إذا كانتا فاء للكلمة وعينا لها دلتا على معنى السقوط والانحدار الى جانب ، يقال : هوى من الجبل ، وهوت الدلو من البئر هويّا بفتح الهاء ، وطاح في المهواة والهاوية ، وهي ما بين الجبلين ، وتهاووا فيها : تساقطوا ، وهذه هوة عميقة ، «وأمه هاوية» وجلست عنده هويا ، أي : مليا ، ومضى هوي من الليل ، و «استهوته الشياطين». ومن المجاز قولهم للجبان : إنه الهواء ، أي : خالي القلب من الجرأة ، وقد تشبث شوقي بهذه الطرافة اللغوية فقال :
فاتقوا الله في قلوب العذارى |
|
فالعذارى قلوبهنّ هواء |
ويقال : رجل أهوج : شجاع يرمي نفسه في المهالك والمتالف ، وناقة هوجاء كأن بها هوجا ، لسرعتها لا تتعهد موضع المناسم من الأرض ، وريح هو جاء ورياح هوج ، وهاد الرجل وتهوّد وهودّ ابنه جعله يهوديا ، وهوّر البناء فتهوّر أي : تهدّم ، إلى آخر هذه المادة.
وهذا كله من خصائص لغتنا الشريفة.