٧٣ ـ قال الأسود بن يزيد : قلت لعائشة : ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الخلافة؟ فقالت : وما تعجب من ذلك؟ هو سلطان الله يؤتيه البرّ والفاجر ، وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة ، وكذلك غيره من الكفّار.
تاريخ ابن كثير (١) (٨ / ١٣١) قال : أخرجه أبو داود الطيالسي ، وابن عساكر (٢).
تشبيه أم المؤمنين معاوية بفرعون وغيره من الكفّار في ملكه يُعرب عن جليّة حال ذلك الملك العضوض ومالك أزمّته (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ* يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ* وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) (٣).
٧٤ ـ أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخه (٤) (٦ / ٤٢٥) من طريق الشعبي قال : خطب الناس معاوية ، فقال : لو أنّ أبا سفيان ولد الناس كلّهم كانوا أكياساً. فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال له : قد ولد الناس كلّهم من هو خير من أبي سفيان : آدم عليهالسلام فمنهم الأحمق والكيّس ، فقال معاوية : إنّ أرضنا قريبة من المحشر. فقال له : إنّ المحشر لا يبعد على مؤمن ولا يقرب من كافر. فقال معاوية : إنّ أرضنا أرض مقدّسة. فقال له صعصعة : إنّ الأرض لا يقدّسها شيء ولا ينجّسها ، إنّما تقدّسها الأعمال. فقال معاوية : عباد الله اتّخذوا الله وليّا واتّخذوا خلفاءه جنّة تحترزوا بها. فقال صعصعة ، كيف وكيف؟ وقد عطّلت السنّة ، وأخفرت الذمّة ، فصارت عشواء مطلخمّة ، في دهياء مدلهمّة ، قد استوعبتها الأحداث ، وتمكّنت منها الأنكاث. فقال له
__________________
(١) البداية والنهاية : ٨ / ١٤٠ حوادث سنة ٦٠ ه.
(٢) مختصر تاريخ دمشق : ٢٥ / ٤٢.
(٣) هود : ٩٧ ـ ٩٩.
(٤) تاريخ مدينة دمشق : ٢٤ / ٩٢ ـ ٩٣ رقم ٢٨٨١.