خفض ورفع عن الخلفاء الأربعة ، وغيرهم ومن بعدهم من التابعين قال : وعليه عامّة الفقهاء والعلماء ، وحكاه ابن المنذر عن أبي بكر الصدّيق ، وعمر بن الخطّاب ، وابن مسعود ، وابن عمر ، وجابر ، وقيس بن عباد ، والشافعي ، وأبي حنيفة ، والثوري ، والأوزاعي ، ومالك ، وسعيد بن عبد العزيز ، وعامّة أهل العلم ، وقال البغوي في شرح السنّة (١) : اتّفقت الأُمّة على هذه التكبيرات.
وعن ابن عبد البرّ في شرح الموطّأ للزرقاني (٢) (١ / ١٤٥) : وقد اختلف في تاركه ، فقال ابن القاسم : إن أسقط ثلاث تكبيرات سجد لسهوه وإلاّ بطلت ، وواحدة أو اثنتين سجد أيضاً ، فإن لم يسجد فلا شيء عليه ، وقال عبد الله بن عبد الحكم وأصبغ : إن سها سجد ، فإن لم يسجد فلا شيء عليه ، وعمداً أساء وصلاته صحيحة ، وعلى هذا فقهاء الأمصار من الشافعيّين ، والكوفيّين ، وأهل الحديث ، والمالكيّين ، إلاّ من ذهب منهم مذهب ابن القاسم.
ـ ٩ ـ
ترك التلبية خلافاً لعليّ عليهالسلام
أخرج النسائي في سننه (٣) (٥ / ٢٥٣) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٥ / ١١٣) من طريق سعيد بن جبير ، قال : كان (٤) ابن عبّاس بعرفة ، فقال : يا سعيد مالي لا أسمع الناس يلبّون؟ فقلت : يخافون معاوية. فخرج ابن عبّاس من فسطاطه ، فقال : لبّيك اللهمّ لبّيك ، وإن رغم أنف معاوية ، اللهمّ العنهم فقد تركوا السنّة من بغض عليّ.
__________________
(١) شرح السنّة : ٢ / ٢٢٦ ح ٦١٤.
(٢) شرح الموطّأ : ١ / ١٦٠ ح ١٦٣.
(٣) السنن الكبرى : ٢ / ٤١٩ ح ٣٩٩٣ ، وفيه : كنا مع ابن عباس.
(٤) في السنن الكبرى للبيهقي : كنّا عند ابن عباس.