عن أهل بيته؟! وذكره ابن حجر في الإصابة (١ / ٧٧).
٦ ـ بينما معاوية جالس في بعض مجالسه وعنده وجوه الناس ، فيهم : الأحنف ابن قيس ، إذ دخل رجل من أهل الشام ، فقام خطيباً ، وكان آخر كلامه أن لعن عليّا ، فقال الأحنف : يا أمير المؤمنين إنّ هذا القائل لو يعلم أنّ رضاك في لعن المرسلين لَلعنهم ، فاتّق الله يا أمير المؤمنين ودع عنك عليّا فلقد لقي ربّه ، وأُفِرد في قبره ، وخلا بعمله ، وكان والله المبرور سيفه ، الطاهر ثوبه ، العظيمة مصيبته. فقال له معاوية : يا أحنف لقد أغضيت العين على القذى ، وقلت ما ترى ، وايم الله لتصعدنّ المنبر فتلعننّه طوعاً أو كرهاً ، فقال له الأحنف : يا أمير المؤمنين إن تعفني فهو خير لك ، وإن تجبرني على ذلك فو الله لا تجري شفتاي به أبداً. فقال : قم فاصعد المنبر.
قال الأحنف : أما والله لأُنصفنّك في القول والفعل. قال : وما أنت قائل إن أنصفتني؟
قال : أصعد المنبر ، فأحمد الله وأثني عليه ، وأُصلّي على نبيّه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم أقول : أيّها الناس إنّ أمير المؤمنين معاوية أمر أن ألعن عليّا ، وإنّ عليّا ومعاوية اختلفا واقتتلا ، فادّعى كلّ واحد منهما أنّه بُغي عليه وعلى فئته ، فإذا دعوت فأمّنوا رحمكم الله. ثم أقول : اللهم العن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه ، والعن الفئة الباغية ، اللهمّ العنهم لعناً كثيراً ، أمّنوا رحمكم الله. يا معاوية لا أزيد على هذا ولا أنقص حرفاً ولو كان فيه ذهاب روحي. فقال معاوية : إذاً نعفيك يا أبا بحر.
العقد الفريد (٢ / ١٤٤) ، المستطرف (١ / ٥٤) (١).
٧ ـ في كتاب المختصر في أخبار البشر (٢) للعلاّمة إسماعيل بن عليّ بن محمود :
__________________
(١) العقد الفريد : ٣ / ٢١٥ ، المستطرف : ١ / ٤٢.
(٢) المختصر في أخبار البشر المعروف بتاريخ أبي الفداء : ١ / ١٨٢.