مرفوعاً : «ليرعفنّ على منبري جبّار من جبابرة بني أُميّة يسيل رعافه». قال : فحدّثني من رأى عمرو بن سعيد رعف على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى سال رعافه (١).
كان هذا الجبّار ممّن يسبّ عليّا عليهالسلام على صهوة المنابر ، قال القسطلاني في إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري (٢) (٤ / ٣٦٨) ، والأنصاري في تحفة الباري شرح البخاري المطبوع في ذيل إرشاد الساري ، في الصفحة المذكورة : سمّي عمرو بالأشدق لأنّه صعد المنبر فبالغ في شتم علي رضى الله عنه فأصابته لقوة ـ أي داء في وجهه.
وعمرو بن سعيد هو الذي كان بالمدينة يوم قتل الإمام السبط عليهالسلام ، قال عوانة ابن الحكم : لما قتل الحسين بن عليّ دعا عبيد الله بن زياد عبد الملك بن أبي الحرث السلمي ، وبعثه إلى المدينة ليبشّر عمرو بن سعيد ، فدخل السلمي على عمرو فقال : ما وراءك؟ فقال : ما سرّ الأمير قُتِل الحسين بن عليّ. فقال : نادِ بقتله. فناديت بقتله ، فلم أسمع والله واعية قطّ مثل واعية نساء بني هاشم في دورهنّ على الحسين ، فقال عمرو وضحك :
عجّت نساءُ بني زيادٍ عجّةً |
|
كعجيجِ نسوتِنا غداةَ الأرنبِ (٣) |
ثم قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان بن عفّان. ثم صعد المنبر فأعلم الناس قتله (٤) ، وفي مثالب أبي عبيدة : ثم أومأ إلى القبر الشريف وقال : يا محمد يوم بيوم بدر. فأنكر عليه قوم من الأنصار.
كان أبو رافع عبداً لأبي أُحيحة سعيد بن العاص بن أُميّة ، فأعتق كلّ من بنيه
__________________
(١) وذكره ابن كثير في تاريخه : ٨ / ٣١١ [٨ / ٣٤٢ حوادث سنة ٦٩ ه]. (المؤلف)
(٢) ارشاد الساري : ٤ / ٤١٩ ح ١٨٣٢.
(٣) وقعة الأرنب كانت لبني زبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب من رهط عبد المدان ، والبيت المذكور لعمرو بن معديكرب. (المؤلف)
(٤) تاريخ الطبري : ٦ / ٢٢٨ [٥ / ٤٦٥ حوادث سنة ٦١ ه] ، كامل ابن الأثير : ٤ / ٣٩ [٢ / ٥٧٩ حوادث سنة ٦١ ه]. (المؤلف)