كيف جاز عليكما ما جئتما به تدعوان عليّا إلى أن يجعلها شورى؟ وقد علمتما أنّه قد بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز والعراق ، وأنّ من رضيه خير ممّن كرهه ، ومن بايعه خير ممّن لم يبايعه ، وأيّ مدخل لمعاوية في الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة؟ وهو وأبوه من رءوس الأحزاب. فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه (١).
ومن كلام لصعصعة بن صوحان يخاطب به معاوية : إنّما أنت طليق ابن طليق ، أطلقكما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأنّى تصحّ الخلافة لطليق (٢)؟!
فأين يقع عندئذ معاوية الطليق ابن الطليق من الخلافة؟ وأيّ قيمة في سوق الاعتبار لرأي ابن عمر؟ وما الذي يبرّر بيعته إيّاه إن لم يبرّرها عداء سيّد العترة؟
أيّ إجماع على بيعة يزيد؟
ثم أيّ إجماع صحيح من رجال الدين صحّح لابن عمر بيعة يزيد الممجوج عند الصحابة والتابعين ، المنبوذ لدى صلحاء الأُمّة ، المعروف بالخلاعة والمجون والخمور والفجور على حدّ قول شاعر القضاة الأستاذ بولس سلامة في ملحمة الغدير (٣) (ص ٢١٧).
رافع الصوت داعياً للفلاحِ |
|
اخفضِ الصوتَ في أذانِ الصباحِ |
وترفَّق بصاحبِ العرشِ مشغو |
|
لاً عن اللهِ بالقيانِ الملاحِ |
__________________
(١) الاستيعاب ترجمة عبد الرحمن : ٢ / ٤٠٢ [٢ / ٨٥٠ رقم ١٤٤٩] : أُسد الغابة : ٣ / ٣١٨ [٣ / ٤٨٧ رقم ٣٣٧٠]. (المؤلف)
(٢) مروج الذهب : ١ / ٧٨ [٣ / ٥٢] ؛ يأتي تمام الكلام في هذا الجزء إن شاء الله تعالى. (المؤلف)
(٣) عيد الغدير : ص ٢٢٦.