مسائل الدين ، لكنه لم يرفع صوته يوما بمعارضة القرآن ، بل نقلت عنه عبارات في عظمة كتاب الله العزيز سنشير إليها فيما بعد.
أما مسيلمة الكذاب من أهل اليمامة فقد عارض القرآن ، وأتى بآيات!! أقرب إلى الهزل منها إلى الجد ، ومن ذلك.
١ ـ ما قاله معارضا سورة «الذاريات» : «والمبذرات بذرا. والحاصدات حصدا. والذاريات قمحا. والطاحنات طحنا. والعاجنات عجنا. والخابزات خبزا.والثاردات ثردا. واللاقمات لقما. اهالة وسمنا» (١).
٢ ـ من النماذج الاخرى لآياته : «يا ضفدع نقّي فإنّك نعم ما تنقين ، لا واردا تنفرين، ولا ماء تكدرين» (٢).
* * *
٥ ـ شهادات حول القرآن :
يجدر بنا أن ننقل جملا من أقوال المشاهير بشأن القرآن بمن فيهم أولئك الذين اتهموا بمعارضة القرآن.
١ ـ أبو العلاء المعري (المتهم بمعارضة القرآن) يقول : «وأجمع ملحد ومهتد أن هذا الكتاب الذي جاء به محمّد كتاب بهر بالإعجاز ، ولقى عدوه بالإرجاز ، ما حذى على مثال ، ولا أشبه غريب الأمثال ، ... ما هو من القصيد الموزون ، ولا الرجز ، ولا شاكل خطابة العرب ولا سجع الكهنة ، وجاء كالشمس ، لو فهمه الهضب لتصدع ، وأن الآية منه أو بعض الآية لتعرض في أفصح كلم يقدر عليه المخلوقون ، فتكون فيه كالشهاب المتلألئ في جنح غسق ،
__________________
(١) إعجاز القرآن ، الرافعي.
(٢) نقلا عن كتاب «إعجاز القرآن» للخطيب ، ج ١ ، ص ٤٨٣.