بحوث
١ ـ التناسخ أو عودة الأرواح
الآية المذكورة أعلاه من الآيات التي ترفض بوضوح فكرة التناسخ ، فالمعتقدون بالتناسخ يؤمنون بأن الإنسان يعود بعد الموت ثانية إلى هذه الحياة ، بعد أن تحلّ روحه في جسم آخر (ونطفة اخرى) ، ويحيا في هذه الدنيا حياة اخرى ، وقد تتكرر هذه العودة مرات، وتكرر هذه الحياة يسمى بالتناسخ أو عودة الأرواح.
الآية تصرح بعدم وجود أكثر من حياة واحدة بعد الموت ، هي حياة البعث والنشور. وبعبارة اخرى توضح الآية أن للإنسان حياتين ومماتين لا أكثر ، وكان الإنسان ميتا يوم كان جزءا من الطبيعة غير الحيّة ، ثم أحياه الله يوم ولد ، ثم يميته ، ثم يعيده. ولو كان التناسخ صحيحا لكان للإنسان أكثر من مماتين وحياتين.
هذا المفهوم مذكور في آيات اخرى أيضا ، سنشير إليه في موضعه (١).
فكرة التناسخ إذن مرفوضة قرآنيا ، كما أنّه مرفوضة عقليا ، وهي نوع من الرجعية والانتكاس في قانون التكامل (٢).
جدير بالذكر أنّ هذه الآية لا تشير إلى الحياة البرزخية (الحياة بين الموت والنشور) كما توهم البعض ، بل إلى الحياة بعد الموت في هذه الدنيا (إحياء الإنسان بعد تكونه من مواد طبيعيّة ميتة) ، ثم الموت بعد هذه الحياة الدنيوية ، ثم الحياة الاخرى ، واستمرار المسيرة التكاملية نحو الله.
__________________
(١) موضوع «الرجعة» لا يعارض هذا المفهوم ، لأنه محدود بعدد خاص من الأشخاص ، وليس بقانون عام.
والآية المذكورة تتحدث عن قضية عامة.
(٢) درسنا هذه المسألة في «عود الأرواح والارتباط بالأرواح».